Skip to main content

مَجْلِسَ الْأَمْنِ يُمَدِّدُ الْحَظْرُ وَالْمَزِيدُ مِنَ الْأسْلِحَةِ إِلَى لِيبْيَا!

عَنْدَمًا اِسْتَجَابَ مَجْلِسُ الْأَمْنِ لِمُطَالَبَةِ الْأَمينِ الْعَامِّ لِلْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ انطونيو غوتيريش بِتَمَدُّدِ حَظَرَ السِّلَاَحُ فِي جَلْسَةِ قَصِيرَةِ، كَأَنَّنَا تُجِيبُ عَلَى مُطَالِبِ الشَّعْبِ اللِّيبِيِّ بِالْغَضَبِ وَالرَّفْضِ لِلْجَمَاعَاتِ الْمُسَلَّحَةِ الَّتِي تَسْتَلِمُ السِّلَاَحُ مِنْ هُنَا وَهُنَالِكَ عَلَى مَسْمَعٍ وَرُؤَى الْعَيْنِ، فَلَمْ تَتَحَرَّكِ الدُّوَلُ الْمُحِبَّةُ لِسُلَّامٍ مِنْ مَنْعِ تَوَرُّدِ السِّلَاَحِ فِي أَعَالِيَّ الْبَحَّارِ قُبَالَةَ سَوَاحِلِ لِيبْيَا.

لِقَدَّ وَافَقَ مَجْلِسُ الْأَمْنِ بِإِجْمَاعِ أعْضَائِه الْخُمُسَةَ عُشُرٌ عَلَى التَّمْديدِ سَنََة كَامِلَةً لِعَمَلِيَّةٍ صُوفِيَّا الْأورُوبِّيَّةِ الْمُكَلَّفَةِ بِمُرَاقِبَةٍ حَظَرَ الْأسْلِحَةُ عَلَى لِيبْيَا، غَيْرَ أَنَّ الْأسْلِحَةَ الْمَحْظُورَةَ بَاقِيَةٌ فِي التَّدَفُّقِ إِلَى الدَّاخِلِ فِي تَدَابِيرِ جَديدَةٍ تَعْمَلُ عَلَى صَدِّ الْهُجُومِ عَلَى الْعَاصِمَةِ اللِّيبِيَّةِ طَرَابُلُسَ الْقَادِمَةِ مِنَ الْمِنْطَقَةِ الشَّرْقِيَّةِ وَلَمْ يَعْمَلِ الْمُجْتَمَعُ الدَّوْلِيُّ عَلَى تَدَابِيرِ جَديدَةٍ لِحَجْمِ الْاِنْتِهَاكَاتِ الْمُتَزَايِدَةِ لِهَذَا الْحَظْرِ.

التَّجَارِبُ الْمَرِيرَةُ الَّتِي أَقَعَدَتِ الْبِلَادُ إِلَى الْمَزِيدِ مِنْ خَافِيِهِ الْإِرْهَابَ وَتَغَيَّرَ وَجْهَةُ الدَّوْلَةِ اللِّيبِيَّةِ الْجَدِيدَةِ الَّذِي يَنْتَظِرُهُ الشَّعْبُ اللِّيبِيُّ بَعْدَ سُقُوطِ النُّظَّامِ الْجَمَاهِيرِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ السَّابِقِ، بِالْاِبْتِعَادِ بِتَجَارِبِ الْاِنْقِلَابَاتِ الْعَسْكَرِيَّةِ إِلَى تَجَارِبِ الْإِرْهَابِ وَالْفَوْضَى بَعْدَ اِخْتِطَافِ الثَّوْرَةِ الشَّعْبِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ.

  لِقَدَّ اِصْدِرْ أَعْضَاءَ الْمَجْلِسِ الْقَرَارَ رَقْمَ 2473 الَّذِي مَدَدِ الْأُذُونِ الْوَارِدَةِ فِي الْقَرَارِ 2420 حَوْلَ تَنْفِيذِ الْحَازِمِ لِحَظَرَ تَوْرِيدُ الْأسْلِحَةِ إِلَى لِيبْيَا، نَجِدُ آيات ذَلِكَ فِي عَدَمِ سَمَاحِ بَعْضِ الدُّوَلِ مِنْ تَنْفِيذِهِ وَالتَّدَافُعِ الْعَجِيبِ نَحْوَ مُصَالِحِهَا حَوْلَ الْبِلَادِ الَّتِي أَصَابَهَا الْعَجْزُ وَالْفَشَلُ السِّيَاسِيُّ.

وَمَهْمَا حَاوَلَ وَاِجْتَهَدَ الْأَمينُ الْعَامُّ لِلْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ حَضَّ بِقُوَّةٍ كُلَّ الدُّوَلِ عَلَى تَطْبِيقِ حَظَرَ الْأسْلِحَةُ الَّذِي تَفْرِضُهُ الْمُنَظَّمَةُ الدَّوْلِيَّةُ عَلَى لِيبْيَا، فَأَنَّ السِّلَاَحَ بَاتَ مَطْلُوبٌ مِنْ طَرِفِينَ النِّزَاعَ فِي الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ فِي غِيَابِ تَامِّ لِلْمَسَارِ السِّيَاسِيِّ وَالْاِنْتِقَالِ إِلَى حَالَةِ الْاِسْتِقْرَارِ السِّيَاسِيِّ فِي لِيبْيَا.

عَمَلِيَّةُ فَضِّ النِّزَاعَاتِ السِّيَاسِيَّةِ وَالْعَسْكَرِيَّةِ بَيْنَ الْأَقْطَابِ الْمُتَصَارِعَةِ تَعْمَلُ عَلَى أَقَافَ تَدَفُّقِ السِّلَاَحِ إِلَى لِيبْيَا، وَالْأَعْذَارَ وَالتَّبْرِيرَ لَا تَبَرُّؤُ الْمَسْؤُولِ فِي حُكُومَةِ الْوِفَاقِ الْوَطَنِيِّ السَّيِّدِ فَايِزَ السِّرَاجِ وَلَا الْمَسْؤُولُ فِي الْقُوَّاتِ الْمُسَلَّحَةِ الْعَرَبِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ الْمُشِيرِ خَلِيفَةَ حفتر مِنَ النَّزَاهَةِ وَالْعَمَلِ الْمَحْمَلَ عَلَى أَكْتَافِهِمْ حَوْلَ قَضِيَّةِ وَطَنٍ بِأَكْمَلِهِ.

  عَمَلِيَاتُ نَقْلِ السِّلَاَحِ مِنْ خَارِجٍ إِلَى دَاخِلِ لِيبْيَا غَيْرِ مَشْرُوعَةٍ دُوَلِيًّا بِحُكْمِ الْقَرَارَاتِ الدَّوْلِيَّةِ الَّتِي تُغَذِّي النَّزْعَاتُ بَيْنَ الْأَطْرَافِ الْمُتَنَازِعَةِ عَلَى السُّلْطَةِ وَالثَّوْرَةِ وَالسِّلَاَحِ، مَشْرُوعَ تَوْرِيطِ الدَّوْلَةِ اللِّيبِيَّةِ فِي نِزَاعَاتٍ بِعِيدَةٍ عَنِ اِسْتِغْلَاَلِ الْأَمْوَالِ اللِّيبِيَّةِ فِي تَطْوِيرٍ وَاِصْطِلَاحِ الْبِلَادِ بَدَلٌ مِنَ الْخَرَابِ الَّذِي أَصَابَ الْوَطَنُ بَعْدَ الثَّوْرَةِ الشَّعْبِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ.

لِيبِيَّا فِي هَذِهِ الظُّروفِ الْعَصِيبَةِ تُرِيدُ الرِّجَالَ مِنْهُمْ مَنْ يُصَمِّمُ فِي عَزْمٍ بِالْخُرُوجِ مِنَ الدَّائِرَةِ الْمُفْرَغَةِ، حُلْمٌ يُنَادِي بِهِ الشَّعْبُ اللِّيبِيُّ بِأَكْمَلِهِ يَرْسُمُ رُؤَاُهُ وَبِوَجْهِ صَحِيحَةِ، حُلْمَ وَطَنِ النَّاهِضِ الْعِمْلَاَقَ السَّعِيدَ بِخَيْرَاتِهِ وَثَرْوَاتُهُ الَّتِي يَمْتَلِكُهَا لِتُعِيدُ لَهُ الْأَمْنُ وَالْاِسْتِقْرَارُ وَالرَّخَاءُ.

لَكِنَّ لَا يَمُّكُنَّ لَنَا أَنَّ نَصْلَ إِلَى هَذِهِ الْمَرْحَلَةِ فِي قَلَقِ مُسْتَمِرِّ مَنْ تَدَفُّقِ السِّلَاَحِ وَالْعَتَادِ الَّتِي تَعْمَلُ عَلَى نَشَاطَاتِ الْفَوْضَى بِعِيدَيْنِ عَنْ نَشَاطَاتِ مَنِ اُجْلُ حِوَارَ شَامِلَ وَالْبَحْثَ عَنْ حَلِّ سِيَاسِيِّ لِجَمِيعَ اللِّيبِيُّونَ فِي الدَّاخِلِ وَالْخَارِجِ.

 الْحُلْمُ اللِّيبِيُّ مُقَدَّسٌ يَعْمَلُ عَلَى اِسْتِرْجَاعِ الْهُوِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ إِلَى مَا كَانَتْ عَلِيُّهَا فِي ماضي الْأَمْجَادَ لِنُخَطِّطُ لِمُسْتَقْبَلٍ يَعْمَلُ عَلَى حُرِّيَّةِ الْمُوَاطِنَةِ وَالدِّيمُقْرَاطِيَّةِ وَالسِّيَادَةِ الْوَطَنِيَّةِ، ذَلِكَ هُوَ حُلْمُ الشَّعْبِ الْمُنْتِجِ السَّعِيدِ الْبَعيدِ عَنِ الْقِتَالِ وَالْحَرْبِ وَالدَّمَارِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ أَيُّ مُبَرِّرُ فِي قِيَادَةِ الدَّوْلَةِ الْعَصْرِيَّةِ.

الْمُنَظَّمَةُ الدَّوْلِيَّةُ اِجْمَعْ أَعَضَّاهَا فِي مَجْلِسِ الْأَمْنِ عَلَى حَظَرَ السِّلَاَحُ عَلَى لِيبْيَا، فَهَلْ تَسْتَجِبِ الدُّوَلُ الْمُصَدِّرَةُ لِسِلَاَحٍ إِلَى لِيبْيَا بِالْكَفِّ عَنْ ذَلِكَ وَهَلْ تَسْتَجِبِ الْقُوَى الْمُتَنَازِعَةُ فِي الدَّاخِلِ بِالْكَفِّ عَنِ اِسْتِلَامِ السِّلَاَحِ الْقَادِمِ مَنْ أُعَالِي الْبَحَّارَ إِلَى لِيبْيَا؟

اِسْأَلْهُ مُحَيَّرَةَ تَحَيُّرِ الْعُقُولِ الْعَاقِلَةِ الَّتِي تُرِيدُ الْخَيْرُ إِلَى أَبْنَاءِ الشَّعْبِ اللِّيبِيِّ لِيَرْسُمُ رُؤَاُهُ الثَّاقِبَةُ إِلَى يَوْمٍ وَغَدًا أفْضَلُ فِي ضَلَّ مُنَجِّيَةُ السِّيَادَةِ الْوَطَنِيَّةِ الدُّسْتُورِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ وَحَوْلَ حُقوقِ الْإِنْسَانِ اللِّيبِيِّ الْمُقَدَّسَةِ دُسْتُوريا، طَالَمَا اِلْتَزَمُوا بِهَا قِيَادَاتُ الْوَطَنِ.

 اِسْتِمْرَارُ تَدَفُّقِ السِّلَاَحِ إِلَى لِيبْيَا يَزِيدُ مِنْ معانات الشَّعْبَ اللِّيبِيَّ فِي أَمْنَةٍ وَاِسْتِقْرَارِهِ وَفِي الْمِنْطَقَةِ الْعَرَبِيَّةِ والأفريقية الْمُحِيطَةَ بِنَا، وَانٍ لَا مَفَرٌّ مِنْ تَقَبُّلِ الْحَوْلِ السُّلَّمِيَّةِ الَّتِي تُبْعِدُنَا عَنِ اِسْتِلَامِ الْمَزِيدِ مِنَ السِّلَاَحِ وَالتَّقَارُبِ إِلَى طَاوِلَةِ الْمُفَاوَضَاتِ الَّتِي تَعْمَلُ عَلَى إنْهَاءِ النِّزَاعَاتِ بَيْنَ الْأَطْرَافِ.

جَاءَ الْقَرَارُ مُجْلِسُ الْأَمْنِ فِي وَقْتِ نَحْنُ اُشْدُ الْحَاجَةَ إِلَى وَقْفٍ أَطَلَاَقَ النَّارِ وَالرُّجُوعِ إِلَى طَاوِلَةِ الْمُفَاوَضَاتِ اللِّيبِيَّةِ وَوَحْدَةِ الْمُؤَسَّسَاتِ اللِّيبِيَّةِ وَوَحْدَةِ الْجَيْشِ وَالشَّرْطَةِ وَوَحْدَةِ الْأَجْهِزَةِ الْأَمْنِيَّةِ الدَّاخِلِيَّةِ وَوَحْدَةِ تُرَابِ الْوَطَنِ مِنَ الْعَبَثِ الَّذِي مَزَّقَ نَسِيجُ الْأُمَّةِ اللَّبِيبَةِ.

لَكِنَّ لَا أَرَى فِي الْوَقْتِ الْحَالِيِّ مِنْ تَوَقُّفِ الْحَرْبِ الْأَهْلِيَّةِ لَكِنَّ مَنْ مَزِيدِ تَدَفُّقِ السِّلَاَحِ بِسَبَبِ تَعَنَّتِ الْأَطْرَافُ النِّزَاعُ حَوْلَ السُّلْطَةِ وَالثَّوْرَةِ وَالسِّلَاَحِ وَقُوَّةِ الْمُغَالَبَةِ عَنْ قُوَّةِ الْحِوَارِ الدِّيمُقْرَاطِيِّ السُّلَّمِيِّ فِي الْحُرِّيَّةِ وَالتَّغَيُّرِ عَلَى حِسَابِ الْأَجْيَالِ اللِّيبِيَّةِ الصَّاعِدَةِ الَّتِي تَحَمُّلِ بَرَامِجِ الْمَعْرِفَةِ السِّيَاسِيَّةِ وَالْاِقْتِصَادِيَّةِ وَالْأَمْنِيَّةِ عَنِ الْمَعْرِفَةِ الْعَسْكَرِيَّةِ الْمُسَلَّحَةِ فِي حَرْبِ أهْلِيَّةٍ.

بِقَلَمِ / رَمْزَي حَلِيمُ مفراكس



Comments

Popular posts from this blog

انسداد السياسة والخروج عن النظام الدستوري الليبي نلاحظ بشكل متزايد أن الأمن في المنطقة الغربية من ليبيا ظل كما هو عليه متقلب بوجود التشكيلات المسلحة الليبية التي تعمل على إعاقة التطور السياسي والأمني، وهذا لتعدد المليشيات والكتائب المسلحة منها ثوار طرابلس والقيادة الوسطى وكتيبة أبو سليم المتحالفة مع مصرانه واللواء السابع من ترهونة. أوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في تدهور من ناحية الاستقرار السياسي، عندما نتكلم عن الحالة التي تدار في ليبيا ومن ناحية الخيارات والتحليل المتواجدة لدينا من تكشف المشكل  للحالة الليبية في غياب النظام الدستوري الليبي. واليوم نحن نتجادل في الرأي الأصلح أو الأفضل في كلام مسطر وجميل من العودة إلى الدستورية الملكية حتى يكون لنا بداية في الحفاظ على ما أنجز في عهد الإباء والأجداد  وتكون لنا خطوات سياسية مشابها لهم من إعادة التقييم والتعديل في المسار الدستوري. وعندما نرى سيدات ليبيا تطالب إنقاذ ليبيا والعودة إلى النظام الملكي للحكم في ليبيا نقول إن ذالك خيار من خيارات الشعب الليبي حملت شعار " سيدات ليبيا لإنقاذ الوطن " مقترح المقدم للحل في...
السادة والسيدات الكرام  إصدارات  ميادين لنشر: قصيدة طرابلس –  نوري الكيخيا – ليبيا في مهب الربيع العربي – محمد صدقي ذهني -  أول مذيعة تلفزيون ليبية – بين الأمل والألم * ألف داحس وليلة غبراء – ليبيا الدينار والدولار الكتب تجدونها في مكتبة فكرة بسيتي ستار بمدينة نصر بالقاهرة وتجدونها أيضا بكشك بيع الصحف والكتب بالزمالك شارع ٢٦ يوليو تقاطع شارع البرازيل أمام اتصالات . الكتب الآن بالإسكندرية بمول سان استفانو وبالأكشاك بمحطة الرمل . الكتب بمعرض الكتاب القاهرة ابتدأ من23   يناير وحتى 5  فبراير 2019 قريبا ببنغازي وطرابلس وتونس
  Libya : when the two axes converge ... Political developments and the new political scene at the transitional stage of transition   Libya: when the two axes converge There is no way to depart from the formulas of change in the Libyan political agreement without taking into account the adherence to the fundamentals of the Moroccan Skhirat agreement and make all the amendments necessary because it is a major source of entry to a new Libyan political consensus that works on the consensual approach of all Libyan political parties. The conflicting political parties have the utmost interest in the stability of the Libyan state, with the presence of opponents of blocs West and East of Libya to work on the completion of the roadmap, which was written by Macron in Paris under the auspices of French President Emmanuel. Libya's interest in this new political scene, which provides for the activation and unification of the Libyan national institutions and the holding o...