ليبيّا التّحرّك والتّحوّل العسكريّ ورهانات المستقبل
لِقَدَّ كَانَتْ فِي لِيبْيَا عَمَلِيَّةِ التَّفَاوُضِ بَيْنَ
الْأَقْطَابِ السِّيَاسِيَّةِ الْمُتَنَازِعَةِ وَكَانَ مَعَهَا حَرَاكَهُ
السُّلَّمِيَّ وَالشِّجَاعَ فِي خُرُوجِ لِيبْيَا مِنَ الْفَوْضَى الْعَارِمَةِ
حَتَّى صَدْمِ الْعَالَمِ اِجْمَعْ بِالتَّغَيُّرَاتِ وَالْمُعْطَيَاتِ
الْعَسْكَرِيِّ اللِّيبِيَّةِ مِنَ الْمِنْطَقَةِ الشَّرْقِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ
بِجَيْشِهَا الْمُسَلَّحِ الْوَطَنِيِّ الْعَرَبِيِّ اللِّيبِيِّ.
تَطَوُّرَاتُ عَسْكَرِيَّةُ مَيْدَانِيَّةً قَامَ بِهَا الْجِنِرَالُ
خَلِيفَةَ حفتر وَمَعْرِفَةً مَا يُضْمِرُهُ مُسْتَبِقٌ فِيهَا اللِّقَاءَ
الْوَطَنِيَّ الْجَامِعَ فِي مَدِينَةِ غدامس الْمُقَرَّرَ اِنْعِقَادَهُ شَهْرَ
ابريل الْحَالِيَّ فِي ظَلَّ طَمُوحَاتُهُ الدَّائِمَةُ الَّتِي تَسْعَى إِلَى
فَضِّ عَمَلِيَّةِ الْاِنْسِدَادِ السِّيَاسِيِّ الْقَائِمِ بَيْنَ الشَّرْقِ
وَالْغَرْبِ مِنَ الدَّوْلَةِ اللِّيبِيَّةِ.
لِيبِيَّا تَأَثَّرَتْ بِحَرَاكِهَا السُّلَّمِيِّ فِي الْخُرُوجِ مِنَ
الْأَزْمَةِ السِّيَاسِيَّةِ طُولَ الْفَتْرَةِ الْمَاضِيَةِ مِنْ بَعْدَ
الثَّوْرَةِ الشَّعْبِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ الَّتِي أَطَاحَتْ بِالنُّظَّامِ
الْجَمَاهِيرِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ وَلَمْ تُسَيِّرِ الرِّيَاحُ بِمَا تَشْتَهِيهَا
السُّفُنُ اللِّيبِيَّةُ فِي التَّحَوُّلِ وَالْاِنْتِقَالِ مِنَ الْمَرْحَلَةِ
الْاِنْتِقَالِيَّةِ إِلَى مَرْحَلَةِ الْاِسْتِقْرَارِ السِّيَاسِيِّ
وَالْأَمْنِيِّ.
لِقَدَّ طَالَ الْاِنْتِظَارُ مِنَ الْمُرَاوِغَةِ وَرَفْعِ
الشِّعَارَاتِ فِي عَمَلِيَّةُ التَّفَاوُضِ السُّلَّمِيِّ مِنَ الْفَوْضَى
الْعَارِمَةِ لِاِتِّخَاذِ نَوْعٍ مِنَ الْمَوَاقِفِ الْعَسْكَرِيَّةِ
اللِّيبِيَّةِ الْحَاسِمَةِ كَمَا شَهِدْنَهَا فِي الْجَزَائِرِ وَالسُّودَانِ
الدولتان الْعَرَبِيَّتَانِِ الْلَتَانِ لَهُمِ التَّأَثُّرُ الطَّبِيعِيُّ عَلَى
مَجْرَيَاتِ الْأُمُورِ فِي الْمِنْطَقَةِ الْعَرَبِيَّةِ طَامِعَةُ فِي
الْاِسْتِقْرَارِ السِّيَاسِيَّةِ وَالْأَمْنِيِّ وَالْاِقْتِصَادِيِّ.
وَكَمَا يُجِبْ عَلِيُّنَا تَسَمِّيَةَ الْأَمْرِ بِمُسَمَّيَاتِهَا
دُونَ دَوَرَانٍ وَمُرَاوِغَةٍ فِي رَفْعِ الشِّعَارَاتِ مَنْ هُوَ الْجَيْشُ
الْوَطَنِيُّ اللِّيبِيُّ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُدَافِعُ عن الْوَطَنُ، اِهْوِ
الْجَيْشَ الْوَطَنِيَّ الْمَدْعُومَ مِنْ حُكُومَةِ الْوِفَاقِ الْوَطَنِيِّ فِي
الْمِنْطَقَةِ الْغَرْبِيَّةِ أَمْ هُوَ الْجَيْشُ الْوَطَنِيُّ اللِّيبِيُّ
التَّابِعُ إِلَى الْقُوَّاتِ الْمُسَلَّحَةِ الْعَرَبِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ
الْمُعْتَمَدِ مِنْ مَجْلِسِ النَّوَابٍ فِي الْمِنْطَقَةِ الشَّرْقِيَّةِ بِقِيَادَةِ
الْجِنِرَالِ خَلِيقَةُ حفتر.
التَّوَجُّهُ إِلَى الْعَاصِمَةِ اللِّيبِيَّةِ طَرَابُلُسً كَانَ
بِقِيَادَةِ الْمُشِيرِ خَلِيفَةَ حفتر لِتُطَبِّقُ الْأَمْنُ وَالْأَمَانٍ
الْفَوْرِيُّ مِنَ الْقُوَى وَالْعِصَابَاتِ الَّتِي اِسْتَنْزَفَتْ مَوَارِدُ
الدَّوْلَةِ اللِّيبِيَّةِ وَسِيرَتِ الْأُمُورُ السِّيَاسِيَّةُ مِنْ قَبْلَ
مليشيات مُسَلَّحَةً بِالضَّغْطِ وَالتَّأَثُّرِ عَلَى سِيَاسِيَّاتِ دَوَائِرِ
الْمُؤَسَّسَاتِ السِّيَادِيَّةِ.
لَكِنَّ الدَّعْوَةَ الْمِلْحَةَ وَالْمِنْطَقِيَّةَ مِنْ خُرُوجِ
لِيبْيَا مِنَ الْأَزْمَاتِ السِّيَاسِيَّةِ وَالْعَسْكَرِيَّةِ لَا يَكُونُ
مُتَأَخِّرٌ فِي بَيَانِ التَّرَاجُعِ إِلَى الْعَمَلِ الْعَسْكَرِيِّ عَلَى
الْعَاصِمَةِ اللِّيبِيَّةِ طَرَابُلُسً وَبِالْرُّجُوعِ إِلَى السُّلْطَةِ
لِلشَّعْبِ اللِّيبِيِّ وَمُؤَسَّسَاتِهِ حَيْثُ الطَّرِيقِ إِلَى دُسْتُورِيَّةِ
الدَّوْلَةِ اللِّيبِيَّةِ.
اِنْهَ لَا يَمُّكُنَّ تُوقَعُ نَوْعِيَّةُ الْمَوَاقِفِ الَّتِي
يَخْرُجُ لِيبِيَّا مَنِ التَّطَوُّرَاتِ الْعَسْكَرِيَّةِ فِي ضَوْءِ التَّحَالُفَاتِ
الْجِيُوسِيَاسِيَّةِ بَيْنَ الطُّرَفَيْنِ الْمُعَادِلَةِ السِّيَاسِيَّةِ
الشَّرْقَ وَالْغَرْبَ اللِّيبِيَّ لِيَكُونُ الْحَلُّ الْوَسَطَ لَا اِنْقِلَابُ
عَسْكَرِيُّ وَلَا اِنْقِلَابُ الْإِسْلَامِ السِّيَاسِيِّ وَاِتِّخَاذِ
الْقَرَارَاتِ الْمَصِيرِيَّةِ فِي الدَّوْلَةِ اللِّيبِيَّةِ الدُّسْتُورِيَّةِ.
وَعَلَى الرَّغْمِ مِنَ الْمَوَاقِفِ الْمُعْلَنَةِ فِي الْآوِنَةِ
الْأَخِيرَةِ مِنْ طَرِفِينَ النِّزَاعَ عَلَى شَرْعِيَّةِ الدَّوْلَةِ
اللِّيبِيَّةِ وَتَوْحِيدِ الْمُؤَسَّسَةِ الْعَسْكَرِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ كُلَّ
أَصْوَاتِ التَّغَيُّرِ وَلِاِنْتِقَالٍ مِنَ الْمَرْحَلَةِ الْاِنْتِقَالِيَّةِ
إِلَى مَرْحَلَةِ الْاِسْتِقْرَارِ السِّيَاسِيِّ الدُّسْتُورِيِّ بَاتَ فِي
أَيَدِيَّ الْقُوَى الْإِقْلِيمِيَّةِ وَالدَّوْلِيَّةِ لِإرْسَاءِ السُّلَّامِ
مِنْ خِلَالَ مُبَادَرَاتِ الْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ لِلْحَلِّ السِّيَاسِيِّ.
لِقَدَّ تَكَلُّمُ الْكَثِيرِ عَنِ الْاِنْتِقَالِ الدِّيمُقْرَاطِيِّ
وَمَدَنِيَّةِ الدَّوْلَةِ اللِّيبِيَّةِ وَالْكَثِيرِ مِنْهُمْ مَنْ سَلَبُوا
أَمْوَالَ الشَّعْبِ اللِّيبِيِّ وَنَهَبُوا الْمُؤَسَّسَاتِ الْعُمُومِيَّةِ
وَحَوَّلُوهَا لِمُصَالِحِهِمِ الشَّخْصِيَّةِ وَسَرَقُوا كُلَّ ثَرْوَاتُ
الْبِلَادِ وَجَعِلُوا الْحُدودَ وَالْبَوَّابَاتِ اللِّيبِيَّةَ مَفْتُوحَةُ
الدُّخُولِ لِلْمَجْمُوعَاتِ الْإِرْهَابِيَّةِ.
وَالْيَوْمُ يُصْبِحُ الْمُشِيرُ
خَلِيفَةَ حفتر اللَّاعِبَ الرَّئِيسِيَّ فِي الْمَشْهَدِ الْعَسْكَرِيِّ فِي
حَرْبِهِ عَلَى الْإِرْهَابِ الدَّوْلِيِّ الَّذِي دَخْلٍ إِلَى لِيبْيَا
تَسْتَوْلِي عَلَى مُقَدَّرَاتِ الدَّوْلَةِ اللِّيبِيَّةِ دُونَ أَيِّ رَقيبِ
وَلَا حَسِيبُ مَعَ أَنَّ الإطراف السِّيَاسِيَّةَ تَتَنَازَعُ عَلَى السُّلْطَةِ
وَالسِّيَادَةِ لَا تَخَرُّجُ لِيبْيَا مِنَ الْوَرْطَةِ الَّتِي هِي فِيهَا.
وَاِسْتَغْرَبَ اللِّيبِيُّونَ لِمَاذَا لِيبْيَا لِزَالَتْ تَحْتَ
حَرَاكِهِمِ السِّيَاسِيِّ الَّذِي لَمْ يُنْتِجْ أَيُّ فَائِدَةٍ لِلْوَطَنِ وَالْعَدَّاءِ
كُلَّ الْعَدَّاءِ إِلَى الْجَيْشِ الْوَطَنِيِّ اللِّيبِيِّ مِنَ الْمِنْطَقَةِ
الشَّرْقِيَّةِ، كِلْنَ الْمَعْرَكَةَ قَدْ حَسَمَتْ مِنَ الدَّوْلَةِ
الْمُجَاوِرَةِ لِمُسَانَدَةِ الْجَيْشِ اللِّيبِيِّ لِيَكُونُ الْحَلُّ
النِّهَائِيُّ لِلْصِرَاعِ السِّيَاسِيِّ.
لَمْ يُؤَدِّي اِتِّفَاقٌ أَبِوَظَبِيِّ مَعَ رَئِيسِ الْمَجْلِسِ
الرِّئَاسِيِّ لِحُكُومَةِ الْوِفَاقِ الْوَطَنِيِّ فَائِز السِّرَاجَ عَلَى
إنْهَاءِ الْمَرْحَلَةِ الْاِنْتِقَالِيَّةِ الَّذِي أَدَارٌ إِلَى التَّقْسِيمِ
الْحَالِيِّ بَيْنَ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ كَمَا هُوَ الْيَوْمُ عَلَيْهَا
الْمُؤَسَّسَاتِ الدَّوْلَةَ اللِّيبِيَّةَ وَالْعُزُوفَ إِلَى التَّنْسِيقِ
وموائمة حَتَّى دَخْلِنَا إِلَى مَرْحَلَةِ ثَانِيَةٍ مِنْ مَرَاحِلِ التَّصْعِيدِ
الْعَسْكَرِيِّ مِنَ الْقُوَّاتِ الشَّرْقِيَّةِ.
هَذَا وَانٍ الْجِنِرَالِ خَلِيفَةَ حفتر لَمْ يترْدُدْ عَلَى أَْنْ
يَخُوضُ الْمَعْرَكَةُ بِقُوَّةِ السِّلَاَحِ وَاِسْتِعَادَةِ اِمْنِ وَاِمْنِ
لِيبِيًّا مِنَ الْقُوَى الْإِرْهَابِيَّةِ الَّتِي تَسَيْطُرٍ عَلَى الْعَاصِمَةِ
اللِّيبِيَّةِ طَرَابُلُسً، حَرْبٌ مِنَ الشَّرْقِ إِلَى الْجَنُوبِ إِلَى
الْغَرْبِ بِتَحَرُّكَاتٍ عَسْكَرِيَّةٍ حَوْلَ طَرَابُلُسِ الْعَاصِمَةِ
اللِّيبِيَّةِ الَّتِي يَتَوَاجَدُ فِيهَا خُصُومَةً.
وَلِهَذَا نَحْنُ قُلُّنَا مِرَارًا وَتَكْرَارًا إِنَّ الْحُلُولَ
الصَّحِيحَةَ لِلَازِمَةِ اللِّيبِيَّةِ لَا تَكَوُّنٌ بِشِرَاءِ ذِمَمِ الْبَعْضِ
فِي صُورِ مُهِمَّاتٍ وَسَفَرَاتٍ وَمَنَاصِبِ سِيَادِيَّةِ لَكِنَّ مَصْلَحَةَ
الْوَطَنِ هِي الْعُلْيَا بِاِسْتِرْجَاعِ الْمُؤَسَّسَاتِ الدَّوْلَةَ
وَهَيَاكِلَهَا الطَّبِيعِيَّةَ مَعَ عَدَمِ الْمَخَاوِفِ مَعَ الْمُحَوِّلَاتِ
الْمُسْتَمِرَّةِ مَعَ بَعْثَةِ الْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ فِي الْعَمَلِ
السِّيَاسِيِّ بِالتَّنْسِيقِ وَالتَّوْحِيدِ.
الْكَاتِبُ: رَمْزُي حَلِيمُ مفراكس.
رَجُلُ أَعْمَالٍ- مُحَلِّلَ
سِيَاسَيْ وَاِقْتِصَادِيِّ لِيبِيِّ.
مُقِيمٌ فِي الْوَلَاَيَاتِ الْمُتَّحِدَةِ
الْأَمْرِيكِيَّةِ
Comments
Post a Comment