Skip to main content

ليبيا بين مغامرتين ملف الانتخابات ومؤشرات الاتفاق الدستوري

 ليبيا بين مغامرتين

 ملف الانتخابات ومؤشرات الاتفاق الدستوري


 

قد يحدث في ليبيا مسار صناديق الاقتراح وأخبارها أو بعض أخبارها بأنتها حكومة الوحدة الوطنية التي مقرها طرابلس، ولكن أجد الوقت مناسبا للعودة إليكم الى دستور ليبيا لعام 1951 والمسار الدستوري الذي صدر بعد ثورة السابع عشر من فبراير لعام 2011، مع لفيف من أبناء الوطن وبناته مسؤولية النيابة عن الشعب في أداء الوظائف المنوطة بالغرفة التشريعية في إقرار الدستور الليبي الذي وضع في سلة المهملات طوال هذه السنين مما جعل لنا فجوة خلل بين الحكومة الوطنية والحكومات الليبية المتعاقبة.

 

هي أمانة خبرتها وأدركت خطرها الأمة الليبية، وأشفقت علينا دول العالم، آن  ليبيا تحكم اليوم بدون دستورا شرعيا وحمل ذلك الترشح على مناصب حكومية تعمل على تمثيل إرادة الشعب الليبي في تسير دولة المغيبين، رئاسة الوزراء لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، سبل إنجاح العملية الانتخابية بدون ملف القانون الدستوري بهدف استمرار حالة عدم الاستقرار التي تشهدها الفصائل المتصارعة على سلطة الدولة الليبية.

 

نعم، نحن اليوم على مغامرتين، خوض السباق الانتخابي، لأسباب كثيرة أذكر منها يسيرة، تتطلع العالم على مسار الانتخابات في ليبيا وتشكيل حكومة ليبية أخرى تعمل على إرساء دعائم الاستقرار لمصالحها الخاصة والاستفادة من ثروات البلد لحل أزمات العالم الغير متناهية، والشق الأخر أسباب شرعية البلد دستوريا وقدرة العمل التشريعي بمدى إصراره على وجود دستور دائما للبلد  تغطي كل جوانب الصور القانونية من تشكيل حكومة شرعية في دولة المغيبين.

 

التجربة بعد ثورة فبراير تجربة قصيرة، سياق الانتخابات والتشريعات الدستورية، كما إن الصراع على الحكم، أصبح صراع بين القوى التي تعمل على استمرا الوضع على ما هو عليه مرارة أن تكون مؤمنا بقصية الوطن ومشاكل الوطن، غير متطلعا الى أدائها بأمانة وإخلاص.

 

لقد كدت أحجم عن خوض النظام السابق مسألة التسيير الذاتي في الحكم لكونه نظام جماهيري لا يغترف بالعمل النيابة والعمل الدستوري، بل يعمل على إنجاح سلطة الشعب عبر المؤتمرات الشعبية الأساسية ونقلها الى المؤتمر الشعب العام، وان ينتظر الناس ما سينتج مؤتمر الشعب العام من نتائج قد تحقق لهم الرخاء والأمل والهناء، تجربه عشقتها الجماهير طوال حكم قائدها ومنظر النظرية العالمية.

 

اليوم وفي عهد الثورة المباركة، ثورة الشعب الليبي، ثورة السابع عشر من فبراير لعام 2011، تجد نفسك في نفس المسار وهي جوانب طاغية مهيمنة في عشق نفس التجربة كما عشنها في الماضي لا تغطي الصور الدستورية للبلد، بل تغطيها الصور التي تحكم بدون تشريعات دستورية لا تملك التحكم في مجرى الأمر السياسية منها الداخلية ولا حتى الخارجية.

 

دقت الدورة السابقة حكم  بعصر الجماهير، أما اليوم تدق الطبول بعصر النيابية مرارة أن تكون مؤمنا قدرة النائب على خدمة المواطنين، ومنها ما يتعلق باكرا هات طبعتنا غير المنقحة من النظام السابق وهو جانب مهم في أجاد حلول دستورية قانونية تعمل على رفع مستوى المواطنين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

 

عاينت تلك الهوة السحيقة بين ما يطمح إليه الشعب الليبي و ينتظره من القوى الحاكمة بما تستطيع تحقيقه في واقع المستحكمة ... أنها مفارق المسافة بين الانتخابات الوطنية والدستور الليبي، تلك الهوة هي الحقيقة في حالة الشهود والعيان لكون شرطا أساسيا لإنجاح الانتخابات في ليبيا اليوم بهدف أقاف استمرار حالة عدم  الاستقرار بعد سقوط النظام السابق.

 

وعلى بساطة خدمة المواطنين ، عدت الى نفس المسار الدستوري الذي انتهجته ليبيا في السابق بوجود دستور 1951 والذي ربط الولايات الليبية المتحدة بعضها البعض بحكم فيدرالي دستوري وطني ليبي ، عدت غير ما مرة أسال، ماذا إذا عدنا الى الوراء مرة أخرى استنشاق هواء الفيدرالية الليبية ، وماذا يستطيع مجلس النواب ومجلس الشيوخ لمن يتخذونهم ساعي بريد لغرض قضاياهم وشفيعا لحل مشاكلهم وذلك حق وواجبهم !

 

يفتحون لنا أبوابهم ولا يفتحون لنا قلوبهم بالرغم من المشاكل التي تواجه المواطنين، وحتى لا اظلم احد من المسؤولين في الحكومة الوطنية، أعود وأقول ما كانت دولة مستقرة ومستقلة وحرة ، إلا وكان لها دستورا وقانونا ومشروعا حضاريا يعمل على خدمة المواطن والمواطنة ، لقد وجدة تلك الفجة الكبيرة بين المواطن والحكم بغياب الدستور الدائم للبلد، لمحة ملحة الى العودة الى الدستورية الشرعية في ليبيا يا أيها المغيبين!

 

بقلم رمزي حليم مفراكس

 

 

 

Comments

Popular posts from this blog

انسداد السياسة والخروج عن النظام الدستوري الليبي نلاحظ بشكل متزايد أن الأمن في المنطقة الغربية من ليبيا ظل كما هو عليه متقلب بوجود التشكيلات المسلحة الليبية التي تعمل على إعاقة التطور السياسي والأمني، وهذا لتعدد المليشيات والكتائب المسلحة منها ثوار طرابلس والقيادة الوسطى وكتيبة أبو سليم المتحالفة مع مصرانه واللواء السابع من ترهونة. أوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في تدهور من ناحية الاستقرار السياسي، عندما نتكلم عن الحالة التي تدار في ليبيا ومن ناحية الخيارات والتحليل المتواجدة لدينا من تكشف المشكل  للحالة الليبية في غياب النظام الدستوري الليبي. واليوم نحن نتجادل في الرأي الأصلح أو الأفضل في كلام مسطر وجميل من العودة إلى الدستورية الملكية حتى يكون لنا بداية في الحفاظ على ما أنجز في عهد الإباء والأجداد  وتكون لنا خطوات سياسية مشابها لهم من إعادة التقييم والتعديل في المسار الدستوري. وعندما نرى سيدات ليبيا تطالب إنقاذ ليبيا والعودة إلى النظام الملكي للحكم في ليبيا نقول إن ذالك خيار من خيارات الشعب الليبي حملت شعار " سيدات ليبيا لإنقاذ الوطن " مقترح المقدم للحل في...
ليبيا: المجتمع الدولي يمهد الى فشل حكومة الوفاق الوطني     لقد شهدت المليشيات المتمردة على حكومة فايز السراج، بما في ذالك اللواء السابع من ترهونة محاولة منها للوصول الى طرابلس العاصمة الليبية وكسر الهدنة الهشة التي تلت مؤتمر باريس في مايو الماضي عن خطة تتلخص في حل الأزمة الليبية. هذا وان العمليات المسلحة في العاصمة الليبية تعتبر تصعيدا جديدا من أعمال العنف بين الفصائل المتناحرة على السلطة والثورة في البلاد، ولا يكمن وقف هذا التصعيد بأبعاد المقاتلين الإسلاميين عن المشهد السياسي في ليبيا ومن ضمان وجدهم في الساحة السياسية وطرف مهم في المعادلة السياسية الليبية. لكن هناك مجموعات تشمل بعض الأشخاص الذين قاتلوا خارج ليبيا ثم عادوا الى للقتال في الداخل، أشخاص تقيم علاقات وصلات مهمة مع التنظيمات العالمية، منها تنظيم "الدولة الإسلامية"  وهم يستغلون ضعف أداء الدولة الليبية التي تنقسم على نفسها الى تشطرين في الغرب والشرق. عند غياب الدبلوماسية الليبية الفعالة نحو توحيد شرطيين البلاد وتوحيد المؤسسات المالية والسياسية الليبية، يمكن القول أن المجتمع الدولي اخفض في تمكين...
التَّفَوُّقُ اللِّيبِيُّ وَالنَّزْعَةُ الْاِسْتِغْلَاَلِيَّةُ اعرف أنني لم استطيع التوقف عن الكتابة والوقت لا يزال مبكرا للقول بأن هناك ملامح عهد جديد لدولة الليبية التي بدأت تتشكل بالتفوق الليبي مع التفوق التونسي عند المفارقات والأحداث التي تشهدها دول الربيع العربي. لكن ذلك لن يمنعنا من القول بأن هناك كثير من إشارات إيجابية وقليل من إشارات سلبية تتسم بالنزعة الاستغلالية لتأخير الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا. وحتى نستوعب التغير في ليبيا كان يجب علينا أن نشعر بالتفوق الليبي بعد الغموض والضبابية من التحول الديمقراطي السلمي الذي يحاط بينا من مختلف أنواعه وعدم الاستماع إلى من يؤجج للفتن والمزيد من الحرب والاقتتال والابتعاد عن شرف الصلاحيات اللازمة للممارسة العمل الوطني. الأمر الذي يفتح على ليبيا الأبواب على مصراعيها أمام الكثير من المفاجآت مع الانطباع السريع الذي يمكن الدولة الليبية أن تخرج من المعضلة التي دور حول الفراغ السياسي المعروف ونشل ليبيا من الدوامة التي هي فيها. اليوم تونس تنطلق منها الحملة الانتخابية الرئاسية وليس لها أي من المشاهد الضبابية في ضر...