Skip to main content

 جِنِيف ومحادثات حَوْل لِيبِيا .. اتَّفَقُوا عَلَى أَن لَا يتفوقوا!  

ورث ليبيا الأزمة عن سلف النظام السياسي السابق، فما كان لرجال الساسة الليبية أن يتفقوا على أن لا يتفقوا في محادثات لهم في عواصم العالم الخارجي، كما هائلا من المشاكل التي يتجرعها الشعب الليبي، ناجم عن تراكم الماضي البغيض.

والفساد وظلم العباد ونهب خيرات البلاد أصبح يلازم كل كبير وصغير في دولة تهالكت بين طرفين النزاع في ليبيا التي لم تجنح إلى السلم الاجتماعي مع مكونات التراث وأهميته في استقرار الأمة الليبية.

مميزات ما تعلق بيئية الدولة الليبية ومنها ما تعلق بحقوق الإنسان الليبي والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع الليبي، لكن الحرب أخذت مجراها بين مكونات الشعب الليبي وشرائحه بين الشرق والغرب والجنوب، إضافة إلى التدخلات الخارجية التي أزهقت الناتج المحلي والدفع إلى الإصلاحات الاقتصادية إلى الأمام.

ذلك جملة المشاكل التي تعاني منها ليبيا من المظالم الجماعية المسلحة والمليشيات الجماعية والفردية، ولن تتوقف عن جريان المشهد القتالي والى عدم وجود اتفاق لوقف إطلاق النار على بعضهم البعض.

وبعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا لم تستطيع التوصل إلى حل وتقرر بنتها الجولة الأولى من المحادثات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 التي بدأت اعملها في الفترة المنصرمة ووصولا لاتفاقية شاملة لوقف إطلاق النار وموعدا ثانيا وجولتا جديدة من التفاوض بينها في جنيف.

ومما لا شك فيه إن تسوية هذه المشكل التي تواجه الدولة الليبية، تحتاج وقتا وإمكانات مادية ومعنوية ودستورا وقانونا يعمل على استرجاع هبة الدولة الليبية، ولم يكن المورث من النظام السابق إلا العبء الكبير الذي تراكم عبر الأجيال الصاعدة التي تواجه من نزعات سياسية وعسكرية واجتماعية وقتل وتشريد ونزوح عن ارض الوطن.

لا يكمن لنا أن نتوصل إلى حل سلمي دون وجود تسوية هذا العبء الكبير الذي ورثناه من النظام السابق ونعود إلى الدولة والقانون والدستور الليبي الذي فيه ملاذنا وأمننا واستقر المجتمع الليبي على أساسي دراسات ترتيب البيت الداخلي، وتأخذ في عين الاعتبار الكلفة البشرية المادية المعنوية التي نجمت من الربيع العربي.

الرجوع إلى الدولة الليبية ولكل واحد منا ما يتطلبه حل للمشاكل تحت قيمتها السياسية للنظام الجديد الذي يخدم المواطن والمواطنة الليبية تحت رعاية الدستور الليبي الذي طال التسوية فيه والاستفتاء عليه في ليبيا.

كما أن الجانبين من النزاع الليبي وافقا على أن تتولى اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 والتي تضم عشرة ضباط يمثلون طرفين النزاع ومراقبة وقف إطلاق النار بإشراف الأمم المتحدة، والجيش الليبي يعطي فسحة من الزمن لترتيب أمور قيادة السفينة الليبي إلى بر الأمان والخروج من المليشيات المسلحة التي أغرقت البلاد في حرب أهلية وصراعات سياسية ليس لها أي مبرر جراء سياسيات الحكومات المتصارعة على السلطة والثورة والسلاح.

ليبيا سقطت في الهاوية، والهاوية كانت جراء السلاح المنتشر في البلاد خلال سنوات الثورة الليبية الشعبية التي أسقطت النظام السابق، سنوات الجمر والحرب والقتل لا يكون لها حل أمام الدول الخارجية التي تزيد من التوترات الداخلية في ليبيا.

ولقد ذكرنا مرارا وتكرارا على أن عدم ظهور مؤشرات للاهتمام الأقطاب السياسية المتنازعة على سلطة الدولة الليبية  في تسوية النزاعات والاقتراب من المصالحة الوطنية الشاملة الكاملة، خيبة أمل لدى الرأي العام الليبي.

وفي هذا الإطار، تطلع الرأي العام الوطني الليبي إلى أن يبدأ طرفين النزاع على التسوية الحقيقية والرجوع إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية مع وجود دستور دائم يعمل على حفظ مقدرات الدولة الليبية الجديدة.

بقلم / رمزي حليم مفراكس


Comments

Popular posts from this blog

انسداد السياسة والخروج عن النظام الدستوري الليبي نلاحظ بشكل متزايد أن الأمن في المنطقة الغربية من ليبيا ظل كما هو عليه متقلب بوجود التشكيلات المسلحة الليبية التي تعمل على إعاقة التطور السياسي والأمني، وهذا لتعدد المليشيات والكتائب المسلحة منها ثوار طرابلس والقيادة الوسطى وكتيبة أبو سليم المتحالفة مع مصرانه واللواء السابع من ترهونة. أوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في تدهور من ناحية الاستقرار السياسي، عندما نتكلم عن الحالة التي تدار في ليبيا ومن ناحية الخيارات والتحليل المتواجدة لدينا من تكشف المشكل  للحالة الليبية في غياب النظام الدستوري الليبي. واليوم نحن نتجادل في الرأي الأصلح أو الأفضل في كلام مسطر وجميل من العودة إلى الدستورية الملكية حتى يكون لنا بداية في الحفاظ على ما أنجز في عهد الإباء والأجداد  وتكون لنا خطوات سياسية مشابها لهم من إعادة التقييم والتعديل في المسار الدستوري. وعندما نرى سيدات ليبيا تطالب إنقاذ ليبيا والعودة إلى النظام الملكي للحكم في ليبيا نقول إن ذالك خيار من خيارات الشعب الليبي حملت شعار " سيدات ليبيا لإنقاذ الوطن " مقترح المقدم للحل في...
ليبيا: المجتمع الدولي يمهد الى فشل حكومة الوفاق الوطني     لقد شهدت المليشيات المتمردة على حكومة فايز السراج، بما في ذالك اللواء السابع من ترهونة محاولة منها للوصول الى طرابلس العاصمة الليبية وكسر الهدنة الهشة التي تلت مؤتمر باريس في مايو الماضي عن خطة تتلخص في حل الأزمة الليبية. هذا وان العمليات المسلحة في العاصمة الليبية تعتبر تصعيدا جديدا من أعمال العنف بين الفصائل المتناحرة على السلطة والثورة في البلاد، ولا يكمن وقف هذا التصعيد بأبعاد المقاتلين الإسلاميين عن المشهد السياسي في ليبيا ومن ضمان وجدهم في الساحة السياسية وطرف مهم في المعادلة السياسية الليبية. لكن هناك مجموعات تشمل بعض الأشخاص الذين قاتلوا خارج ليبيا ثم عادوا الى للقتال في الداخل، أشخاص تقيم علاقات وصلات مهمة مع التنظيمات العالمية، منها تنظيم "الدولة الإسلامية"  وهم يستغلون ضعف أداء الدولة الليبية التي تنقسم على نفسها الى تشطرين في الغرب والشرق. عند غياب الدبلوماسية الليبية الفعالة نحو توحيد شرطيين البلاد وتوحيد المؤسسات المالية والسياسية الليبية، يمكن القول أن المجتمع الدولي اخفض في تمكين...
التَّفَوُّقُ اللِّيبِيُّ وَالنَّزْعَةُ الْاِسْتِغْلَاَلِيَّةُ اعرف أنني لم استطيع التوقف عن الكتابة والوقت لا يزال مبكرا للقول بأن هناك ملامح عهد جديد لدولة الليبية التي بدأت تتشكل بالتفوق الليبي مع التفوق التونسي عند المفارقات والأحداث التي تشهدها دول الربيع العربي. لكن ذلك لن يمنعنا من القول بأن هناك كثير من إشارات إيجابية وقليل من إشارات سلبية تتسم بالنزعة الاستغلالية لتأخير الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا. وحتى نستوعب التغير في ليبيا كان يجب علينا أن نشعر بالتفوق الليبي بعد الغموض والضبابية من التحول الديمقراطي السلمي الذي يحاط بينا من مختلف أنواعه وعدم الاستماع إلى من يؤجج للفتن والمزيد من الحرب والاقتتال والابتعاد عن شرف الصلاحيات اللازمة للممارسة العمل الوطني. الأمر الذي يفتح على ليبيا الأبواب على مصراعيها أمام الكثير من المفاجآت مع الانطباع السريع الذي يمكن الدولة الليبية أن تخرج من المعضلة التي دور حول الفراغ السياسي المعروف ونشل ليبيا من الدوامة التي هي فيها. اليوم تونس تنطلق منها الحملة الانتخابية الرئاسية وليس لها أي من المشاهد الضبابية في ضر...