Skip to main content

مَنْ أَرَادَ الْوَحْدَةَ فَعَلَيْهُ إيقاف إِطْلَاقَ النَّارِ … بُنُودُ إِضَافِيَةُ عَلَى لِيبْيَا !

عندما يدعو المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة مجلس الأمن الدولي إلى إقرار بنود إضافية لولاية بعثة، يكون الأمر في دعم وقف إطلاق النار ومنع تدفق السلاح إلى ليبيا.

ولكن ما هي علاقة بنود إضافية على ليبيا بالوحدة الوطنية الليبية، أليس الوحدة الوطنية هي وحدة التراب والمؤسسات المالية والاقتصادية ووحدة الحكومات المتوازية التي تعمل على تقبل وقف إطلاق النار وطلب الأخرى الرجوع من حيث ما تقدموا بارتجاليهم العسكرية لتحرير العاصمة الليبية.

تلك هي وحدة الموقف ووحدة المصير، وهي تقارب الرؤى والتوجهات، وقبول وقف إطلاق النار يعتبر شرطا أساسيا إلى الاتجاه للحل السياسي الذي افقدها الصراع المسلح.

لقد جاءت تلك الفكرة عند إفادة غسان سلامة عبر دائرة مريئه من العاصمة الليبية طرابلس للمجلس الأمن الدولي في جلسة الأمم المتحدة حول الحالة العسكرية التي مزقت وحدة الوطن بين المناطق الليبية في وحدتها الوطنية.

إحكام إضافية تضع ولاية البعثة، إحساسا واندفاعا من غسان سلامة من حقيقة اندفاع الأطراف المسلحة إلى استلام السلاح والذخائر من جهات خارجية تعمل على استمرار المعارك وانتهاكات حظر تصدير السلاح.

السلاح الذي يدفق مرة أخرى من الخارج إلى الداخل والتي تصل بكميات كبيرة إلى ليبيا عبر الحدود المفتوحة يوما بعد يوم في كل يوم بعد ما تلاشت ترسانة الأسلحة الليبية في حرب أهلية، غارقة البلاد في دمار شامل وكامل.

واليوم نتكلم عن الوحدة الوطنية المرتبطة بالنزاعات الداخلية وبالسلاح المتدفق إلى الأراضي الليبية، ونقول أن الوحدة ليس فقط وحدة المناطق والجبهات، بل وحدة ليبيا تكمن في الأساس بوحدة التراب وحدة أزلية مهما تعددت أسباب الصراع العسكري.

والدافع من مقالتي، اندفاع وجداني للإنسان تجاه الإنسان الليبي في عرضه وماله وقبول استساغة طرف للطرف الآخر مهما اختلفنا في الأفكار والتوجهات والعقائد الدينية التي تدفع إلى الناس إلى كف الحرب والاقتتال.

في أنفسنا وحدة النفوس وهي الوحدة التي في أساس كل وحدة من عدمها، وهي بيت القصيد فيها وحدة الأراضي الليبية التي تجعل من والوحدة الليبية أمرا واقعا وليس شكليا مرحليا، لا تجد من يدعمها ولا من  يؤيدها.

ولهذه الأسباب، أسباب الصراع المسلح في البلاد نلاحظ أن الانتقال السلمي الديمقراطي يتم بطريقة غير صحيحة لعدم توافر الاستقرار الأمني والسياسي، لذلك من المنطق الدستوري حيث العهد الجديد الذي يبني الدولة الليبية مرة أخرى.

واستمرار وحدة البلاد بوحدة الدستور الشرعي ثابت متجانس مع وحدة النفوس، لكنها تغيب في غياب القانون الأعلى للدولة الليبية مع ما يقرب سنوات طويلة عجاب مرة بالدولة الليبية العصرية.

وهكذا أصبحت ليبيا بلد ممزق بين الشرق والغرب والجنوب لتمضي وتسير البلاد غير موحدة منقسمة على نفسها والقلوب متفرقة عن بعضها البعض، ولذالك كان ينتظر الطرف الأخرى من المهزوم سياسيا الخلاص من الفراغ الذي يحاط به.

ليس في ليبيا من منتصر والشعب الليبي بفارغ الصبر ينتظر على أمال المتبحرة في إقامة الدولة الحديثة التي سوف يتمتع بها أبناء الوطن الواحد عل أساس الوطنية الليبية، في من أراد الوحدة فعليه بعدم الانفصال أو التشطير من جديد، فلا فائدة من محاولة أحياء وحدة أصلا إن كانت النفوس غير موحدة. 

بقلم / رمزي حليم مفراكس


Comments

Popular posts from this blog

انسداد السياسة والخروج عن النظام الدستوري الليبي نلاحظ بشكل متزايد أن الأمن في المنطقة الغربية من ليبيا ظل كما هو عليه متقلب بوجود التشكيلات المسلحة الليبية التي تعمل على إعاقة التطور السياسي والأمني، وهذا لتعدد المليشيات والكتائب المسلحة منها ثوار طرابلس والقيادة الوسطى وكتيبة أبو سليم المتحالفة مع مصرانه واللواء السابع من ترهونة. أوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في تدهور من ناحية الاستقرار السياسي، عندما نتكلم عن الحالة التي تدار في ليبيا ومن ناحية الخيارات والتحليل المتواجدة لدينا من تكشف المشكل  للحالة الليبية في غياب النظام الدستوري الليبي. واليوم نحن نتجادل في الرأي الأصلح أو الأفضل في كلام مسطر وجميل من العودة إلى الدستورية الملكية حتى يكون لنا بداية في الحفاظ على ما أنجز في عهد الإباء والأجداد  وتكون لنا خطوات سياسية مشابها لهم من إعادة التقييم والتعديل في المسار الدستوري. وعندما نرى سيدات ليبيا تطالب إنقاذ ليبيا والعودة إلى النظام الملكي للحكم في ليبيا نقول إن ذالك خيار من خيارات الشعب الليبي حملت شعار " سيدات ليبيا لإنقاذ الوطن " مقترح المقدم للحل في...
ليبيا: المجتمع الدولي يمهد الى فشل حكومة الوفاق الوطني     لقد شهدت المليشيات المتمردة على حكومة فايز السراج، بما في ذالك اللواء السابع من ترهونة محاولة منها للوصول الى طرابلس العاصمة الليبية وكسر الهدنة الهشة التي تلت مؤتمر باريس في مايو الماضي عن خطة تتلخص في حل الأزمة الليبية. هذا وان العمليات المسلحة في العاصمة الليبية تعتبر تصعيدا جديدا من أعمال العنف بين الفصائل المتناحرة على السلطة والثورة في البلاد، ولا يكمن وقف هذا التصعيد بأبعاد المقاتلين الإسلاميين عن المشهد السياسي في ليبيا ومن ضمان وجدهم في الساحة السياسية وطرف مهم في المعادلة السياسية الليبية. لكن هناك مجموعات تشمل بعض الأشخاص الذين قاتلوا خارج ليبيا ثم عادوا الى للقتال في الداخل، أشخاص تقيم علاقات وصلات مهمة مع التنظيمات العالمية، منها تنظيم "الدولة الإسلامية"  وهم يستغلون ضعف أداء الدولة الليبية التي تنقسم على نفسها الى تشطرين في الغرب والشرق. عند غياب الدبلوماسية الليبية الفعالة نحو توحيد شرطيين البلاد وتوحيد المؤسسات المالية والسياسية الليبية، يمكن القول أن المجتمع الدولي اخفض في تمكين...
التَّفَوُّقُ اللِّيبِيُّ وَالنَّزْعَةُ الْاِسْتِغْلَاَلِيَّةُ اعرف أنني لم استطيع التوقف عن الكتابة والوقت لا يزال مبكرا للقول بأن هناك ملامح عهد جديد لدولة الليبية التي بدأت تتشكل بالتفوق الليبي مع التفوق التونسي عند المفارقات والأحداث التي تشهدها دول الربيع العربي. لكن ذلك لن يمنعنا من القول بأن هناك كثير من إشارات إيجابية وقليل من إشارات سلبية تتسم بالنزعة الاستغلالية لتأخير الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا. وحتى نستوعب التغير في ليبيا كان يجب علينا أن نشعر بالتفوق الليبي بعد الغموض والضبابية من التحول الديمقراطي السلمي الذي يحاط بينا من مختلف أنواعه وعدم الاستماع إلى من يؤجج للفتن والمزيد من الحرب والاقتتال والابتعاد عن شرف الصلاحيات اللازمة للممارسة العمل الوطني. الأمر الذي يفتح على ليبيا الأبواب على مصراعيها أمام الكثير من المفاجآت مع الانطباع السريع الذي يمكن الدولة الليبية أن تخرج من المعضلة التي دور حول الفراغ السياسي المعروف ونشل ليبيا من الدوامة التي هي فيها. اليوم تونس تنطلق منها الحملة الانتخابية الرئاسية وليس لها أي من المشاهد الضبابية في ضر...