Skip to main content

كَيْفَ لَنَا أَنَّ نَدَّعِي نَصْرًا وَلَمْ نَصْنَعْهُ بَعْد! َ
لقد أصبحت ليبيا أرضا تمضي فيها جهود خطط رئيس البعثة الأممية لمعالجة الوضع الراهن من الحرب والاقتتال، وتجاهل الأطماع الخارجية التي تساعد على المزيد من عرقلة الشأن السياسي الوطني في أهمية دور الانتخابات الرئاسية والتشريعية من جلب الأمن والأمان.

كل طرف من أطراف النزاع السياسي يسعى إلى المشاركة السياسية والمؤسسة العسكرية تعمل على تخفيف الفوضى المسلحة والمنتشرة على ربوع الوطن، مما يلعب الجيش والشرطة دور المحافظة على امن واستقرار الدولة الليبية.

لكن ذلك يتوقف على تصعيد والتوصل السلمي إلى وقف إطلاق النار والرجوع إلى المفاوضات السياسية والعسكرية بين الأطراف المتنازعة والابتعاد عن مصادر التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية الليبية.

ولو قمنا بعملية تحليل عميق للقوة السياسية التي تحيط بالحكومات الليبية المتواجدة في الشرق، الحكومة المؤقتة والغرب حكومة الوفاق الوطني، نجد العملية السياسية خالية من الرفاهية الانتخابية التي يقرها الشعب الليبي في اختيار حكوماته الديمقراطية الدستورية.

الصراع القائم اليوم في ليبيا هو صراع مصالح القوى السياسية وليس صراع من أجل مصالح الشعب الليبي في أمنه واستقراره، ولهذا نجد دور المؤسسة العسكرية تعمل وبكل جهد على إعادة استقرار الأوضاع المتأزمة.

أدلة كافة على جلب المصالح الخارجية إلى داخل الوطن باستيراد السلاح منها والاستعانة بهم في معركة الحرب والاقتتال ويبغى الصراع الداخلي خسارة داخلية وليس خارجية يعمل على تمزيق النسيج الوطني الليبي.

وما يجري الآن هو محاولة ابتزاز سياسي يعمل على مماطلة عملية الانتخابات الرئاسية والتشريعية باعتبارها محاولات الابتعاد عن النهج الديمقراطي الدستوري في صرامة الرجل الصحيح في المكان الصحيح.

لقد ترك الملف الليبي والذي يحمل في جعبته الإرهاب والحرب والاقتتال والتطرف والهجرة الغير شرعية وانقسام المؤسسات الوطنية إلى المجتمع الدولي لتعمل على استقرار الأوضاع المتأزمة مع التوافق بين الأطراف المتنازعة.

يبدو آن الطريق أصبح طريق وعر في تحيق انتصارا لم نصنعه نحن وحلول سياسية لم نصنعها نحن في غياب كامل وتهميش الإرادة الوطنية الليبية عند انعقاد مؤتمر برلين في شهر أكتوبر لعام 2019 والذي سوف يسبقه المؤتمر الوزاري للدول المعنية بالأزمة الليبية.

بقلم / رمزي حليم مفراكس

Comments

Popular posts from this blog

انسداد السياسة والخروج عن النظام الدستوري الليبي نلاحظ بشكل متزايد أن الأمن في المنطقة الغربية من ليبيا ظل كما هو عليه متقلب بوجود التشكيلات المسلحة الليبية التي تعمل على إعاقة التطور السياسي والأمني، وهذا لتعدد المليشيات والكتائب المسلحة منها ثوار طرابلس والقيادة الوسطى وكتيبة أبو سليم المتحالفة مع مصرانه واللواء السابع من ترهونة. أوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في تدهور من ناحية الاستقرار السياسي، عندما نتكلم عن الحالة التي تدار في ليبيا ومن ناحية الخيارات والتحليل المتواجدة لدينا من تكشف المشكل  للحالة الليبية في غياب النظام الدستوري الليبي. واليوم نحن نتجادل في الرأي الأصلح أو الأفضل في كلام مسطر وجميل من العودة إلى الدستورية الملكية حتى يكون لنا بداية في الحفاظ على ما أنجز في عهد الإباء والأجداد  وتكون لنا خطوات سياسية مشابها لهم من إعادة التقييم والتعديل في المسار الدستوري. وعندما نرى سيدات ليبيا تطالب إنقاذ ليبيا والعودة إلى النظام الملكي للحكم في ليبيا نقول إن ذالك خيار من خيارات الشعب الليبي حملت شعار " سيدات ليبيا لإنقاذ الوطن " مقترح المقدم للحل في...
ليبيا: المجتمع الدولي يمهد الى فشل حكومة الوفاق الوطني     لقد شهدت المليشيات المتمردة على حكومة فايز السراج، بما في ذالك اللواء السابع من ترهونة محاولة منها للوصول الى طرابلس العاصمة الليبية وكسر الهدنة الهشة التي تلت مؤتمر باريس في مايو الماضي عن خطة تتلخص في حل الأزمة الليبية. هذا وان العمليات المسلحة في العاصمة الليبية تعتبر تصعيدا جديدا من أعمال العنف بين الفصائل المتناحرة على السلطة والثورة في البلاد، ولا يكمن وقف هذا التصعيد بأبعاد المقاتلين الإسلاميين عن المشهد السياسي في ليبيا ومن ضمان وجدهم في الساحة السياسية وطرف مهم في المعادلة السياسية الليبية. لكن هناك مجموعات تشمل بعض الأشخاص الذين قاتلوا خارج ليبيا ثم عادوا الى للقتال في الداخل، أشخاص تقيم علاقات وصلات مهمة مع التنظيمات العالمية، منها تنظيم "الدولة الإسلامية"  وهم يستغلون ضعف أداء الدولة الليبية التي تنقسم على نفسها الى تشطرين في الغرب والشرق. عند غياب الدبلوماسية الليبية الفعالة نحو توحيد شرطيين البلاد وتوحيد المؤسسات المالية والسياسية الليبية، يمكن القول أن المجتمع الدولي اخفض في تمكين...
التَّفَوُّقُ اللِّيبِيُّ وَالنَّزْعَةُ الْاِسْتِغْلَاَلِيَّةُ اعرف أنني لم استطيع التوقف عن الكتابة والوقت لا يزال مبكرا للقول بأن هناك ملامح عهد جديد لدولة الليبية التي بدأت تتشكل بالتفوق الليبي مع التفوق التونسي عند المفارقات والأحداث التي تشهدها دول الربيع العربي. لكن ذلك لن يمنعنا من القول بأن هناك كثير من إشارات إيجابية وقليل من إشارات سلبية تتسم بالنزعة الاستغلالية لتأخير الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا. وحتى نستوعب التغير في ليبيا كان يجب علينا أن نشعر بالتفوق الليبي بعد الغموض والضبابية من التحول الديمقراطي السلمي الذي يحاط بينا من مختلف أنواعه وعدم الاستماع إلى من يؤجج للفتن والمزيد من الحرب والاقتتال والابتعاد عن شرف الصلاحيات اللازمة للممارسة العمل الوطني. الأمر الذي يفتح على ليبيا الأبواب على مصراعيها أمام الكثير من المفاجآت مع الانطباع السريع الذي يمكن الدولة الليبية أن تخرج من المعضلة التي دور حول الفراغ السياسي المعروف ونشل ليبيا من الدوامة التي هي فيها. اليوم تونس تنطلق منها الحملة الانتخابية الرئاسية وليس لها أي من المشاهد الضبابية في ضر...