Skip to main content

الدُّسْتُورُ عَأمِلٌ لِإِصْلَاحِ الْعَدَالَةِ فِي لِيبْيَا

من أهم عوامل نجاح العدالة في ليبيا السعي الدءوب والرغبة الصادقة في تجسيد مفهوم الدستور الذي غاب عن البلاد طيلة الفترة الماضية واستمر غيابه إلى الحاضر، مفهوم دستوري يعمل على الإيمان بصدق طرح أسباب رجوع الدولة الليبية لإصلاح العدالة في ليبيا.

يراد من المفهوم الدستوري مشاركة الجميع إلى السلطة مع تعزيز استقلال القضاء والفصل بين السلطات، والتي دون ذلك لن تحصل ليبيا على تمنية، أو أمن، أو استقرار، أو وئام وطني.

ذلك أن الدستور هو الذي يحدد لنا ملامح النظام السياسي في الدولة المدنية الديمقراطية، خاصة أن ليبيا خاضت تجربة ديمقراطية فريدة من نوعيها تتمثل في الديمقراطية الشعبية التي أقحمت الشعب  في صورة صورية عند تواجدهم في المؤتمرات الأساسية.

كانت الديمقراطية المباشرة في عصر الجماهير عبارة عن مجموعات من المؤتمرات الشعبية التي تعتبر أساس الحكم بين الشعب المصعد إلى أعلى سلم الهرم للمؤتمر الشعب العام، دون النظر إلى توجهات الشعب في عرقيه وثقافته ويدينه التي تشكل النسيج التوافقي في الدولة.

العدالة في الحكم الدستوري يعمل على الحفاظ على توازن الصراعات بهدف الديمقراطية التوافقية في برامج مسارات المجتمع الليبي واحتواء النزاعات السياسية والعسكرية بين المجموعات المتعددة والمنقسمة داخل المجتمع الليبي.

لكن تطبيق ما سطر في استراتجيات العسكرية الليبية أو التعامل مع النمو الاقتصادي أو التنافس السياسي بين الأقطاب السياسية الليبية دون الرجوع إلى الدستور يعمل على لولوجه العدالة الوطنية.

ما توصلت إليه ليبيا حتى الآن هو القضاء على مفهوم الدولة الليبية الدستورية، مما تمخضت عنه الصراعات السياسية والعسكرية في غياب الدستور الليبي الذي يضع لهم قاعدة التفاهم القانوني.

آليات ومؤسسات دستورية تؤدي إلى تقاسم السلطة بين الأطراف المتنازعة فكريا وعند وضع الحلول المقترحة دون أن نسى خصوصيات الوطن الليبي في الحلول لكثير من المشكل التي يواجه المجتمع الليبي.

لم تراعي الدولة الليبية مجالات حيويا من بينها مجلات العدالة ثم تعميق النظر فيها وإعداد تصور دقيق عن المسالك المطروح في العمل السياسي ليتم وفق ذلك ترتيبهم حسب أولويات خاصة تربط في معظمها بالأهمية الاقتصادية.

إرادة سياسية صادقة وجادة وحشد التمويل الوطني عن طريق تعليمهم وتثقيفهم وإعدادهم لتقبل  الأفكار الجديدة التي تعمل على الخروج من مفهوم النظام السياسي السابق إلى نظام سياسي جديد يعمل على خطط إصلاح العدالة.

وحتى تتمكن ليبيا من نشر أفكار جديدة يجب عليها تبني دستور شرعي للبلاد لأصالح المجتمع، أفكار جديدة تساهم مساهمة فعالة في بناء الدولة المدنية الديمقراطية متلائمة مع الظروف الاجتماعية الليبية.

ويعتبر نجاح الدولة الليبية مع نجاح الدستور التوافقي في تحيق الاستقرار السياسي للمجتمع الليبي إلى الدور المحوري بمعرفة معوقات لخطط التنمية والإصلاح الاجتماعي وخصاصة بعد تراجع ليبيا مع الركب الحضاري.

العدالة في ليبيا تعمل على نجاح الدولة المدينة الديمقراطية، إذ ينبغي علينا الابتعاد من عسكرة الدولة الليبية مرة أخرى والنظر إلى ما يتعين أن يتصف بالعملية السياسية بشكل صحيح عبر الدستورية الليبية.

بقلم / رمزي حليم مفراكس

Comments

Popular posts from this blog

انسداد السياسة والخروج عن النظام الدستوري الليبي نلاحظ بشكل متزايد أن الأمن في المنطقة الغربية من ليبيا ظل كما هو عليه متقلب بوجود التشكيلات المسلحة الليبية التي تعمل على إعاقة التطور السياسي والأمني، وهذا لتعدد المليشيات والكتائب المسلحة منها ثوار طرابلس والقيادة الوسطى وكتيبة أبو سليم المتحالفة مع مصرانه واللواء السابع من ترهونة. أوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في تدهور من ناحية الاستقرار السياسي، عندما نتكلم عن الحالة التي تدار في ليبيا ومن ناحية الخيارات والتحليل المتواجدة لدينا من تكشف المشكل  للحالة الليبية في غياب النظام الدستوري الليبي. واليوم نحن نتجادل في الرأي الأصلح أو الأفضل في كلام مسطر وجميل من العودة إلى الدستورية الملكية حتى يكون لنا بداية في الحفاظ على ما أنجز في عهد الإباء والأجداد  وتكون لنا خطوات سياسية مشابها لهم من إعادة التقييم والتعديل في المسار الدستوري. وعندما نرى سيدات ليبيا تطالب إنقاذ ليبيا والعودة إلى النظام الملكي للحكم في ليبيا نقول إن ذالك خيار من خيارات الشعب الليبي حملت شعار " سيدات ليبيا لإنقاذ الوطن " مقترح المقدم للحل في...
ليبيا: المجتمع الدولي يمهد الى فشل حكومة الوفاق الوطني     لقد شهدت المليشيات المتمردة على حكومة فايز السراج، بما في ذالك اللواء السابع من ترهونة محاولة منها للوصول الى طرابلس العاصمة الليبية وكسر الهدنة الهشة التي تلت مؤتمر باريس في مايو الماضي عن خطة تتلخص في حل الأزمة الليبية. هذا وان العمليات المسلحة في العاصمة الليبية تعتبر تصعيدا جديدا من أعمال العنف بين الفصائل المتناحرة على السلطة والثورة في البلاد، ولا يكمن وقف هذا التصعيد بأبعاد المقاتلين الإسلاميين عن المشهد السياسي في ليبيا ومن ضمان وجدهم في الساحة السياسية وطرف مهم في المعادلة السياسية الليبية. لكن هناك مجموعات تشمل بعض الأشخاص الذين قاتلوا خارج ليبيا ثم عادوا الى للقتال في الداخل، أشخاص تقيم علاقات وصلات مهمة مع التنظيمات العالمية، منها تنظيم "الدولة الإسلامية"  وهم يستغلون ضعف أداء الدولة الليبية التي تنقسم على نفسها الى تشطرين في الغرب والشرق. عند غياب الدبلوماسية الليبية الفعالة نحو توحيد شرطيين البلاد وتوحيد المؤسسات المالية والسياسية الليبية، يمكن القول أن المجتمع الدولي اخفض في تمكين...
التَّفَوُّقُ اللِّيبِيُّ وَالنَّزْعَةُ الْاِسْتِغْلَاَلِيَّةُ اعرف أنني لم استطيع التوقف عن الكتابة والوقت لا يزال مبكرا للقول بأن هناك ملامح عهد جديد لدولة الليبية التي بدأت تتشكل بالتفوق الليبي مع التفوق التونسي عند المفارقات والأحداث التي تشهدها دول الربيع العربي. لكن ذلك لن يمنعنا من القول بأن هناك كثير من إشارات إيجابية وقليل من إشارات سلبية تتسم بالنزعة الاستغلالية لتأخير الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا. وحتى نستوعب التغير في ليبيا كان يجب علينا أن نشعر بالتفوق الليبي بعد الغموض والضبابية من التحول الديمقراطي السلمي الذي يحاط بينا من مختلف أنواعه وعدم الاستماع إلى من يؤجج للفتن والمزيد من الحرب والاقتتال والابتعاد عن شرف الصلاحيات اللازمة للممارسة العمل الوطني. الأمر الذي يفتح على ليبيا الأبواب على مصراعيها أمام الكثير من المفاجآت مع الانطباع السريع الذي يمكن الدولة الليبية أن تخرج من المعضلة التي دور حول الفراغ السياسي المعروف ونشل ليبيا من الدوامة التي هي فيها. اليوم تونس تنطلق منها الحملة الانتخابية الرئاسية وليس لها أي من المشاهد الضبابية في ضر...