Skip to main content

ليبيّا: هكذا تطوّرت العمليّة العسكريّة بمواجهة التّحدّيات السّياسيّة

يسود العاصمة اللّيبيّة طرابلس التّململ والخوف من العمليّات العسكريّة وتحرّك المشير خليفة حفتر بالقوّات المسلّحة العربيّة اللّيبيّة من شرق البلاد وإعلان دخولها بحجّة خوض معركة مع الإرهاب والتّطرّف ولكنّ وجهتها قوّات بركان الغضب التّابعة إلى حكومة الوفاق الوطنيّ المعترف بها دوليّا.

السّاسة في طرابلس كانوا في سبّات النّوم العميق لا يدرون متى يكون تحرّك الجنرال خليفة حفتر بقوّات الجيش الوطنيّ اللّيبيّ إلى العاصمة اللّيبيّة وإنهاء الأزمة العسكريّة، بل إنّهم لم يكونوا متوقّعون من أنّ القوّات المسلّحة العربيّة اللّيبيّة العسكريّة أنّ تؤدّي إلى تفاقم مشاكل الجيوسياسيّة المحيطة بالدّولة اللّيبيّة وإعادة تشكيل المشهد السّياسيّ الخارجيّ.

لقدّ ضنّنّ بعض منهم أنّها كانت طعنا من الخلف عندما استقضوا في ظروف غير ملائمة بين الانتصار أو الهزيمة، حالة يفقد فيها السّاسة في طرابلس كلّ الموضوعيّة عند قطع العلاّقات الدّبلوماسيّة مع بعض الدّول الحليفة لقوّات الجنرال خليفة حفتر وطلب الدّول الحليفة لها تحت عطاء الشّرعيّة الدّوليّة ما يساعدها الخروج من الأزمة العسكريّة الخانقة الّتي تعصف بالدّولة اللّيبيّة.

انه من الواضح أن يكون هنالك الاحتجاجات السّلّميّة من المواطنين اللّيبيّين في ميدان الشّهداء تعبيرا عن سخطهم لمّا يحدث من إراقة الدّماء واحتمال تدمير المنشآت الحكوميّة والمدنيّة في العاصمة اللّيبيّة طرابلس، لا يعرّف أحد التّعامل معها وبعد حدوث بركان من الدّماء بين طرفيّ النّزاع.

والسؤال المحير لدى غالب المحليين والمراقبين السياسيين وجود القوات المسلحة العربية الليبية على مشارف العاصمة اللبيبة طرابلس دون أي سابق إنذار أو تحذير والغرض الحقيقي من وراء هذا الهجود على العاصمة الليبية طرابلس في هذا التوقيت بالذات قبل شهر رمضان المبارك.
لكنّ الأمور كانت متراكمة مع مرور الزّمن ليتبادر الإجابة عليها من التّقاعس في المفاوضات السّياسيّة والانسداد السّياسيّ الّذي لم تسفر أيّ نتجه ملموسة من بين الطّرفين المجلس الرّئاسيّ ومجلس النّواب حتّى وصلت قناعات البعض في أنّ الحلّ وهو العمل المسلّح لحزم الأمور في الدّول اللّيبيّة.

والبعض الآخر لا يتوقّع حدوث حكم عسكري بعد انتهاء دور حكومة الوفاق الوطنيّ رنّا بهيم أنّ أطماع الجنرال خليفة حفتر لا يعني شيء في التّحوّل والانتقال من حالة الغير مستقرّ إلى حالة أخرى تنتهي فيها عدم الاستقرار إلى حالة مدينة الدّولة اللّيبيّة.

الجنرال خليفة حفتر بداء من المنطقة الشّرقيّة في الحرب على الإرهاب والتّطرّف وسيطرّ على الجزء الجنوبيّ الغربيّ من البلاد، ليلعب دورا أخر في المنطقة الغربيّة من البلاد، أوراقه ضميرا والّتي تهدف إلى فتح طرابلس كما فعلّ بالفعل في منطقة فزان الجنوبيّة.

يستخدم الجنرال خليفة حفتر مزيجا من التّهديدات العسكريّة والإغراءات السّياسيّة والاقتصاديّة لمحاوّله تفكيك جبهة المعارضة المجزّأة والمتواجدة في قيادة حكومة الوفاق الوطنيّ رئيس الوزراء فايز السّراج، لكنّ ارتكب في نفس الوقت خطّأ مزدوجا في من قدرة رد فعل الميليشيات الّتي تسيطر على العاصمة اللّيبيّة طرابلس وغيرها من المدن الّتي تدعّم الجيش الوطنيّ اللّيبيّ التّابع إلى حكومة الوفاق الوطنيّ.

لكنّ العمليات العسكريّة استهدفت الكثير من المنشات العامّة منها مطار معيتقة الدّوليّ الّذي لا يزال يعمل في العاصمة اللّيبيّة طرابلس ومن الإطلاق  لصواريخ غراد العشوائيّ على الإحياء السّكنيّة وإجلاء ونزوح الكثير من العائلات إلى مناطق ومدن آمنة في المنطق الغربيّة من البلاد.

اليوم تسود في ليبيا حالة من الفوضى والتّشتّت بين المنطقة الغربيّة والشّرقيّة من البلاد، ومحاولة السّعوديّة والإمارات وجمهوريّة مصر العربيّة من محاول بسط نفوذهم وتحويل المسار السّياسيّ إلى صالحهم بعد زيارة الرّئيس السّيسي إلى الولايات المتّحدة الأمريكيّة والتّأكيد على الحرب على الإرهاب والتّطرّف في المناطق الاستراتجية في القرن الافريقي.

الرياض وأبوظبي والقاهرة عواصم عربية تعتبر من أوائل العواصم التي المرحبة دوليا بالفضاء على الإرهاب والتطرف والتي تأيدها الولايات المتحدة الأمريكية، لتكون الدول المشاركة في التحالف وبمساعدة الدول الصديقة المحبة للسلام والمنظمات الدولية.

المحاربة على الإرهاب أصبح جوهر النزعات اليوم في معظم دول العالم لصبح التنسيق وتوحيد جهود الدول العربية والإسلامية في المجال الفكري والإعلامي ومجال محاربة تمويل الإرهاب والمجال العسكري لمحاربة جميع أشكال الإرهاب والتطرف والتعاون مع دول العالم في الجهود الساعية على حفظ السلم والأمن الدولي.

اليوم ليبيا أصبحت دولة حاضنة لكثير من الخلابة الإرهابية، يأتي ذلك من مصلحة المشير خليفة حفتر التقدم نحو العاصمة الليبية طرابلس لتسلم السلطة المدنية من الحكومة الشرعية التي اعترفت بها منظمة الأمم المحتدة والتي أرسلت لها مبعوث خاص السيد غسان سلامة لإيجاد حلول سلمية بين الأقطاب السياسية المتنازعة على السلطة والثروة.

لقد أوضح ذلك العمل العسكري إلى العاصمة الليبية طرابلس من القوات العسكري العربية الليبية بقيادة الجنرال خليفة حفتر قائدا محررا وليس غازيا في نظر المنطقة الشرقية والوعد إلى إعادة توحيد المؤسسات الدولة الليبية بعد انقسامها التي لم يستطيع رئيس الوزراء فايز السراج استعادة المؤسسات الوطنية تحت سيطرت الدولة الليبية.

لكن سير المعارك التي شنتها القوات المسلحة العربية الليبية من الشرق تحتاج إلى العودة إلى الوراء وعدم استنكار قوة المشير خليفة حفتر من التصدي إلى القوى الإرهابية في المدن الليبية وخاصة في المنطقة الغربية والتحالف السياسي الجديد الذي يخرج الدولة الليبية من أزمة الصراعات والنفوذ من الطرفين الشرقي والغربي.

المشير خليفة حفتر أصبح عند كثير من الدول الأوربية والعربية لاعب أساسي في حل الأزمة الليبية والتي تصاعدت إلى العمل العسكري جرى المغلطات التي توجهت ضد شخصيته العسكرية بأنه رجل حرب ورجل عسكري يريد تصدر المشهد العسكري لكونه نسخه من سابقة في الحكم العسكري والابتعاد من مدينة الدولة الليبية التي طالما أرد الشعب الليبي تحقيق رغبته عبر الدستورية الشرعية الليبية.

منطقة الرجمة  التي تقع جنوب شرق بنغازي كانت مقرا للعمليات العسكرية لمعركة الكرامة بهدف القضاء ومكافحة الإرهاب في مدنية بنغازي والتي كانت العاصمة الاقتصادية للدول الليبية، وهذا ما يدعو ويصمم المشير خليفة حفتر من تحقيقه والقضاء على الإرهاب المتواجد في العاصمة الليبية طرابلس.

لكن الهجمات المضادة ضد المشير خليفة حفتر تعمل على زيادة التوترات السياسية والعسكرية لاستعادة الحوار السلمي والسياسي بدل من العمل المسلح الذي لا يخلوا م الصراع عن السلطة المركزية في العاصمة الليبية طرابلس وتجاهل المنطقة الشرقية من نصيبها في العمل الاقتصادي والتجاري.

ولهذا نرى من الضروري بالتعجيل بالمصالحة الوطنية الشاملة لتكون فيها المصالحة مصالحة وطن وشعب بين الغربي والشرق ووحدة التراب بعيدا عن فكرة إلا مصالحة بين الأطراف المتنازعة على الشرعية الدستورية التي تقر عبر الدستورية الليبية في تكوين مدنية الدولة التي تجعل من القوى الوطنية المشاركة في العمل السياسي والعسكري المنظم.

الكاتب: رمزي حليم مفراكس
رجل أعمال- محلّل سياسي واقتصاديّ ليبيّ
مقيم في الولايات المتّحدة الأمريكيّة


Comments

Popular posts from this blog

انسداد السياسة والخروج عن النظام الدستوري الليبي نلاحظ بشكل متزايد أن الأمن في المنطقة الغربية من ليبيا ظل كما هو عليه متقلب بوجود التشكيلات المسلحة الليبية التي تعمل على إعاقة التطور السياسي والأمني، وهذا لتعدد المليشيات والكتائب المسلحة منها ثوار طرابلس والقيادة الوسطى وكتيبة أبو سليم المتحالفة مع مصرانه واللواء السابع من ترهونة. أوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في تدهور من ناحية الاستقرار السياسي، عندما نتكلم عن الحالة التي تدار في ليبيا ومن ناحية الخيارات والتحليل المتواجدة لدينا من تكشف المشكل  للحالة الليبية في غياب النظام الدستوري الليبي. واليوم نحن نتجادل في الرأي الأصلح أو الأفضل في كلام مسطر وجميل من العودة إلى الدستورية الملكية حتى يكون لنا بداية في الحفاظ على ما أنجز في عهد الإباء والأجداد  وتكون لنا خطوات سياسية مشابها لهم من إعادة التقييم والتعديل في المسار الدستوري. وعندما نرى سيدات ليبيا تطالب إنقاذ ليبيا والعودة إلى النظام الملكي للحكم في ليبيا نقول إن ذالك خيار من خيارات الشعب الليبي حملت شعار " سيدات ليبيا لإنقاذ الوطن " مقترح المقدم للحل في...
السادة والسيدات الكرام  إصدارات  ميادين لنشر: قصيدة طرابلس –  نوري الكيخيا – ليبيا في مهب الربيع العربي – محمد صدقي ذهني -  أول مذيعة تلفزيون ليبية – بين الأمل والألم * ألف داحس وليلة غبراء – ليبيا الدينار والدولار الكتب تجدونها في مكتبة فكرة بسيتي ستار بمدينة نصر بالقاهرة وتجدونها أيضا بكشك بيع الصحف والكتب بالزمالك شارع ٢٦ يوليو تقاطع شارع البرازيل أمام اتصالات . الكتب الآن بالإسكندرية بمول سان استفانو وبالأكشاك بمحطة الرمل . الكتب بمعرض الكتاب القاهرة ابتدأ من23   يناير وحتى 5  فبراير 2019 قريبا ببنغازي وطرابلس وتونس
Libya : a stalemate, a deadlock, and a consensus stalemate It seems to me that our experiences from various political backgrounds, intellectual references, and professional streams have not qualified to be able to take initiatives at an inclusive forum to avoid further divisions in the Libyan society and to end the havoc of civil war that has burned green and made into ruins.  We are talking today about the advanced military forces from the east to the west of Libya , which was stationed on the outskirts of the Libyan capital of Tripoli . We say that if no, the military forces did not respond to what happened, and we all described the initiative of Mr. Ghassan Salama, the UN Special Envoy to Libya . But it seems that the ships were not heading as they were drawn towards the National Forum, the whole UN initiative in its content three stages working to cross the Libyan state and facilitate the stability to see that victory and then attributed fragmentation. Thin...