Skip to main content
دور أمريكيا تجاه ليبيا ... فرنسا وايطاليا في سباق مستمر للحصول على دعم في أدوارهم !

تتعرض المصالح الفرنسية والايطالية الى الخطر من عدم استقرار ليبيا، ودور الولايات المتحدة الأمريكية الغير مباشر والهام يعمل على إعادة استقرار الدولة الليبية.
بعد ما قدم رئيس الوزراء جوزيبي كونتي نفسه الى البيت الأبيض ببرامج يطرح فيها طموحات ايطاليا التي تسعى على تحقيق نقلة نوعية لدورها في منطقة البحر الأبيض المتوسط، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تأيد كامل للملفات المتعلقة بمكافحة الإرهاب والهجرة الغير شرعية ومن تقليص دور الولايات المتحدة الأمريكية في ليبيا.
لكن ايطاليا تعلب دورا اكبر وأعمق في المنطقة البحر المتوسط بوصفها المستعمرة الايطالية السابقة في ليبيا، وان استقرار ليبيا سياسيا يعمل على مساعدة مكافحة الهجرة  ومكافحة الإرهاب وهم الملفات الثلاثة التي عرضت على البيت الأبيض.
ايطاليا وفرنسا يستبقان دوما في الحصول دعم اكبر من الولايات المتحدة الأمريكية، آن لم يكن الدعم لهم من الأسبقية الجيوسياسية في منطقة البحر الأبيض المتوسط ،لتكون أمريكيا نفسها عامل مساعد مما تضع ليبيا تحت المجهر السياسي والاقتصادي مرة أخرى عند بوابة افريقيا الشمالية.
أما بالنسبة للإدارة الأمريكية الحالية كانت من البداية ضد التدخل العسكري في ليبيا التي أغرفتها هيلاري كلينتون في المشاكل من اجل القضاء على التنظيمات المتطرفة، خاصة تنظم داعش الإرهابي في ليبيا.
لكن الكثير من الليبيون يتساءلون عن توجه الولايات المتحدة الأمريكية نحو القضية الليبية والصراع السياسي بين فرنسا وايطاليا وصراع الأقطاب السياسية داخل ليبيا.
 ليصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أخر لقاء له مع رئيس الوزراء جوزيبي كونتي بأن أمريكيا ليس لها أي دور في ليبيا مع تعدد الأدوار الموجود على الساحة الليبية.
ومن هذه النقطة من قمة الاهتزازات السياسية تجاه القضية الليبية، كانت الشراكة الأمريكية الايطالية ناجحة مثل الشراكة الأمريكية الفرنسية عند لقاء الرئيس دونالد ترامب نظيره الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في محادثات دبلوماسية تعمل على تعزيز السباق المستمر على دعم ادوار فرنسا وايطاليا في البحر الأبيض المتوسط.
لقد تركت لليبيا الخيار الكامل عبر الأمم المتحدة في خارطة طريق غسان سلامة المتمثلة في ثلاث خطوات أساسية في اختيار الطريق الديمقراطي لحل مشاكل ليبيا الداخلية المتعارف عليها دوليا في كل الديمقراطيات العالم وهي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وإعادة استقرار الدولة الليبية الموحدة في أجسامها ومؤسساتها السيادية والمالية.
 لكن ليبيا لزالت تتخبط في صراع المليشيات المسلحة الليبية التي تفرض وجودها بالقوى على النظام السياسي الليبي الحالي، مما ساهم وليزال يسهم في دمار بلادهم من خلال الإسلام السياسي المتطرف والتنظيمات السياسية الإرهابية.
بينما استدعى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الفضائل الليبية الرئيسية في باريس ولعب دور هام في  إجراء انتخابات سريعة بحلول هذا العام من اجل استقرار ليبيا لكون لفرنسا التأثير الكبير والجذري في السياسة الفرنسية الليبية المشتركة.
تعتبر " خارطة الطريق " الفرنسية خطوة للغاية وهو رهان يجبر الأطراف السياسية الليبية المتنازعة لاسيما رئيس وزراء طرابلس، فايز السراج والمشير خليفة حفتر، على التوصل الى اتفاق يخدم استقرار الدولة الليبية المنهارة.
الموافقة على ذالك لزالت بعيدة جدا لوجود تجاذب هنا وهناك على كيفية توحيد المؤسسات الليبية والتي من أهمها القوات المسلحة الليبية وضم المؤسسات الشرعية تحت الغطاء الدستوري الليبي الذي يعمل على الموازنة بين كتلة الشرق وكتلة الغرب ويعيد السلاح الى الثكنات المسلحة الليبية.
لكن اليوم ليبيا ليس في صدارة أولويات إدارة ترامب، ليبيا أصبحت ارض النزاعات الخارجية سياسيا واقتصاديا أكثر من نزاعات عسكرية كما كانت عليها ليبيا قبل سوط النظام الجماهيرية الليبية السابق.
 فرنسا وايطاليا وأمريكيا قوى سياسية واقتصادية كبيرة جدا تهمهم ليبيا بالدرجة الأولى بحسب موقعها الاستراتجي في افريقيا، وخطة الحكومة الايطالية حول الهجرة مفيدة للرئيس الأمريكي لتقوية النموذج الداخلي في بلاده.
ونقول أن الصراع القائم اليوم على ليبيا هو صراع المصالح الأجنبية، وهو صراع  في منطقة البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الساحل والصحراء التي تشكل فيها ليبيا أهمية جغرافية.
ليبيا تعتبر بوابة أمنة لأمن وانتعاش نفط وغاز لاقتصاديات الغرب والتحالف بين فرنسا وايطاليا وأمريكيا وتوزيع  وتشكيل الأدوار في ما بينهم، عملية إستراتيجية في المنطقة تعمل على تجنب الكثير من الخسائر وتباطؤ في أجاد الحلول السريعة والنهائية.
بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس
رجل أعمال - كاتب ومحلل سياسي واقتصادي ليبي

مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية

Comments

Popular posts from this blog

  Libya : when the two axes converge ... Political developments and the new political scene at the transitional stage of transition   Libya: when the two axes converge There is no way to depart from the formulas of change in the Libyan political agreement without taking into account the adherence to the fundamentals of the Moroccan Skhirat agreement and make all the amendments necessary because it is a major source of entry to a new Libyan political consensus that works on the consensual approach of all Libyan political parties. The conflicting political parties have the utmost interest in the stability of the Libyan state, with the presence of opponents of blocs West and East of Libya to work on the completion of the roadmap, which was written by Macron in Paris under the auspices of French President Emmanuel. Libya's interest in this new political scene, which provides for the activation and unification of the Libyan national institutions and the holding o...
السادة والسيدات الكرام  إصدارات  ميادين لنشر: قصيدة طرابلس –  نوري الكيخيا – ليبيا في مهب الربيع العربي – محمد صدقي ذهني -  أول مذيعة تلفزيون ليبية – بين الأمل والألم * ألف داحس وليلة غبراء – ليبيا الدينار والدولار الكتب تجدونها في مكتبة فكرة بسيتي ستار بمدينة نصر بالقاهرة وتجدونها أيضا بكشك بيع الصحف والكتب بالزمالك شارع ٢٦ يوليو تقاطع شارع البرازيل أمام اتصالات . الكتب الآن بالإسكندرية بمول سان استفانو وبالأكشاك بمحطة الرمل . الكتب بمعرض الكتاب القاهرة ابتدأ من23   يناير وحتى 5  فبراير 2019 قريبا ببنغازي وطرابلس وتونس
انسداد السياسة والخروج عن النظام الدستوري الليبي نلاحظ بشكل متزايد أن الأمن في المنطقة الغربية من ليبيا ظل كما هو عليه متقلب بوجود التشكيلات المسلحة الليبية التي تعمل على إعاقة التطور السياسي والأمني، وهذا لتعدد المليشيات والكتائب المسلحة منها ثوار طرابلس والقيادة الوسطى وكتيبة أبو سليم المتحالفة مع مصرانه واللواء السابع من ترهونة. أوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في تدهور من ناحية الاستقرار السياسي، عندما نتكلم عن الحالة التي تدار في ليبيا ومن ناحية الخيارات والتحليل المتواجدة لدينا من تكشف المشكل  للحالة الليبية في غياب النظام الدستوري الليبي. واليوم نحن نتجادل في الرأي الأصلح أو الأفضل في كلام مسطر وجميل من العودة إلى الدستورية الملكية حتى يكون لنا بداية في الحفاظ على ما أنجز في عهد الإباء والأجداد  وتكون لنا خطوات سياسية مشابها لهم من إعادة التقييم والتعديل في المسار الدستوري. وعندما نرى سيدات ليبيا تطالب إنقاذ ليبيا والعودة إلى النظام الملكي للحكم في ليبيا نقول إن ذالك خيار من خيارات الشعب الليبي حملت شعار " سيدات ليبيا لإنقاذ الوطن " مقترح المقدم للحل في...