Skip to main content

نحو نموذج سياسات راشدة في ليبيا


معضلات غريبة الشكل والأطوار في تعامل ساسة الدولة الليبية بملفات وقضايا أبناء المجتمع الليبي، سياسات في الوطن تعرض على الشعب الليبي نوع من أوهام ما منها أوهام، وخيالات ما لا يمكن تطيقها على ارض الواقع المزري عندنا في ليبيا.
ساسة الوطن الليبي ينؤن لنا أخبار عن تقديم الانجازات في حملات انتخابية من الغرب الليبي الذي كان من بينهم عضو المجلس الأعلى للدولة ورئيس لجنة شؤون الأعلام.
عمداء بلديات طرابلس التي تشمل 13 بلدية سوف يجتمعون على هذا المشروع الضخم من نوعه بعد مشروع نهر الصناعي العظم!... الذي كان من منجزات ثورة الفاتح من سبتمبر العظم، تاركين أهل تاورغاء في العراء مع نسائم وأولادهم وبناتهم.
أنهم يتحدثون عن مناقشة مشروع ضخم تقوم به أتلاف من شركات صينية وبريطانية وفرنسية والمانية، تساهم جمعها في انجازات مشاريع عملاقة وكبيرة في الغرب الليبي، شركات من مجموعة شركات في مجلات متعددة التخصص في الاستثمارات القانونية والمالية والفنية.
المشروع الذي يتحدثون عنه ساستنا الكرام  في طرابلس الغرب يعتبر من المشاريع المخطط لها من سنة 1973م ولم يرى النور عندما كانت ليبيا أمنة مستقرة على عرشيها، مشروع "خطوط المترو" الذي قدر بتكاليف باهظة وبحوالي 30مليار يورو على مدى تسع سنوات.
مشروع يستوعب حل لمشاكل ومعالجة المواصلات والاتصالات والصرف الصحي والكهرباء والبطالة المقنعة وغير المقنعة ويعمل على تحفيز الأهالي لإقامة مشاريع اقتصادية وخدمية في طرابلس.
إنه من مشروع هزيمة نكراء في امن وسلامة المواطن الليبي، بما منت بها ليبيا بعد الربيع العربي فلم تستطيع الدولة الليبية إجهاض هؤلاء المفسدين الذي أكثروا في الأرض فسادا وسرقة ونهب واختلاس من موارد الدولة الليبية وخزانتها.
في حين، يتوجه الشعب الليبي الى الانتخابات الحرة والنزيهة التي ربما لا تنهى الصراعات المسلحة والسياسات الليبية الغامضة في التعامل مع معطيات الوقع المرير الذي يمر به الشعب الليبي، ومن إمكانية إيقاف مد التيارات الجهادية ووضع أزرها من الأيادي الخفية التي تعاونها وتؤيدها وتقف بجانبها.
مسيرة الانتخابات الليبية هي مسيرة التغير الشامل من تلك الساسة التي تريد أن تصنع لأنفسها الأمجاد، التي من المحتمل تكون قاسمة لظهر البعير في يوم الانتخابات القادمة.
تلك هي الجماعات التي تخلق في كل يوم نوع من عدم الاستقرار والأمان كي تصبح ليبيا دولة الفوضى وخسرنا ودمارا على مدى تاريخا المعاصر.
وعلى الرغم من ذالك المشاريع الإستراتيجية نجد مدينة بنغازي غارقة في الدمار من جميع النواحي، الطرق والصرف الصحي والواصلات والبريد والصحة والمباني التي هدمتها الحروب كما هدمة الحرب العالمية الثانية كيانه ثم استعادت مكانتها أمام المدن الليبية.
الإرهاب والتطرف موجود في كل بقعة من بقع ليبيا، والانقسامات السياسية والاجتماعية والسيادية لازالت قائمة على أصولها تزكم بها انفنا من الرائحة الكريهة، مع قيام مشاريع ليس في الواويات الأجندات الليبية في هذا الوقت العصيب التي تمر بها الأمة الليبية.

وها نحن قد تخطينا جميع المشاكل الاجتماعية والأمنية والسياسية، لتدخل ليبيا في مشاريع وطنية بأموال ليبية مجمدة في البنوك الدولية وليس بعائدات النفط الليبي الذي سرق من مواقع النفط والغاز ليباع بدون عدادات ترصد القيمة الفعلية من أبار النفط الليبي.
انه لأخبار محزنة تعلن عنها الساسة الليبية من العاصمة الليبية، ونحن في سبات النوم نغرق في أحلام ثورة السابع عشر من فبراير المجيدة، مع وجود الأسر الليبية المهجرة  في الداخل والخارج، في تونس الخضراء وفي مصر العربة والفداء.
أليس فيكم من رشيد يا أيها الساسة العظم، وعلى الأرض الليبية تحدي التطرف والغلو المصطنعة في ليبيا الأبية، يكون لكم الأولوية في مشاريع اقتصادية وهمية دون الأخذ في الاعتبار الشعب الذي يقف في طوابير الانتظار في المصارف الليبية طالبا منها مستحقاتهم من رواتب وأجور ورواتب متأخرة التي أصبحت تقدر بمسافات بينهم وبين جيوبهم الفارغة من العملة الليبية.
بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس



Comments

Popular posts from this blog

انسداد السياسة والخروج عن النظام الدستوري الليبي نلاحظ بشكل متزايد أن الأمن في المنطقة الغربية من ليبيا ظل كما هو عليه متقلب بوجود التشكيلات المسلحة الليبية التي تعمل على إعاقة التطور السياسي والأمني، وهذا لتعدد المليشيات والكتائب المسلحة منها ثوار طرابلس والقيادة الوسطى وكتيبة أبو سليم المتحالفة مع مصرانه واللواء السابع من ترهونة. أوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في تدهور من ناحية الاستقرار السياسي، عندما نتكلم عن الحالة التي تدار في ليبيا ومن ناحية الخيارات والتحليل المتواجدة لدينا من تكشف المشكل  للحالة الليبية في غياب النظام الدستوري الليبي. واليوم نحن نتجادل في الرأي الأصلح أو الأفضل في كلام مسطر وجميل من العودة إلى الدستورية الملكية حتى يكون لنا بداية في الحفاظ على ما أنجز في عهد الإباء والأجداد  وتكون لنا خطوات سياسية مشابها لهم من إعادة التقييم والتعديل في المسار الدستوري. وعندما نرى سيدات ليبيا تطالب إنقاذ ليبيا والعودة إلى النظام الملكي للحكم في ليبيا نقول إن ذالك خيار من خيارات الشعب الليبي حملت شعار " سيدات ليبيا لإنقاذ الوطن " مقترح المقدم للحل في...
ليبيا: المجتمع الدولي يمهد الى فشل حكومة الوفاق الوطني     لقد شهدت المليشيات المتمردة على حكومة فايز السراج، بما في ذالك اللواء السابع من ترهونة محاولة منها للوصول الى طرابلس العاصمة الليبية وكسر الهدنة الهشة التي تلت مؤتمر باريس في مايو الماضي عن خطة تتلخص في حل الأزمة الليبية. هذا وان العمليات المسلحة في العاصمة الليبية تعتبر تصعيدا جديدا من أعمال العنف بين الفصائل المتناحرة على السلطة والثورة في البلاد، ولا يكمن وقف هذا التصعيد بأبعاد المقاتلين الإسلاميين عن المشهد السياسي في ليبيا ومن ضمان وجدهم في الساحة السياسية وطرف مهم في المعادلة السياسية الليبية. لكن هناك مجموعات تشمل بعض الأشخاص الذين قاتلوا خارج ليبيا ثم عادوا الى للقتال في الداخل، أشخاص تقيم علاقات وصلات مهمة مع التنظيمات العالمية، منها تنظيم "الدولة الإسلامية"  وهم يستغلون ضعف أداء الدولة الليبية التي تنقسم على نفسها الى تشطرين في الغرب والشرق. عند غياب الدبلوماسية الليبية الفعالة نحو توحيد شرطيين البلاد وتوحيد المؤسسات المالية والسياسية الليبية، يمكن القول أن المجتمع الدولي اخفض في تمكين...
التَّفَوُّقُ اللِّيبِيُّ وَالنَّزْعَةُ الْاِسْتِغْلَاَلِيَّةُ اعرف أنني لم استطيع التوقف عن الكتابة والوقت لا يزال مبكرا للقول بأن هناك ملامح عهد جديد لدولة الليبية التي بدأت تتشكل بالتفوق الليبي مع التفوق التونسي عند المفارقات والأحداث التي تشهدها دول الربيع العربي. لكن ذلك لن يمنعنا من القول بأن هناك كثير من إشارات إيجابية وقليل من إشارات سلبية تتسم بالنزعة الاستغلالية لتأخير الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا. وحتى نستوعب التغير في ليبيا كان يجب علينا أن نشعر بالتفوق الليبي بعد الغموض والضبابية من التحول الديمقراطي السلمي الذي يحاط بينا من مختلف أنواعه وعدم الاستماع إلى من يؤجج للفتن والمزيد من الحرب والاقتتال والابتعاد عن شرف الصلاحيات اللازمة للممارسة العمل الوطني. الأمر الذي يفتح على ليبيا الأبواب على مصراعيها أمام الكثير من المفاجآت مع الانطباع السريع الذي يمكن الدولة الليبية أن تخرج من المعضلة التي دور حول الفراغ السياسي المعروف ونشل ليبيا من الدوامة التي هي فيها. اليوم تونس تنطلق منها الحملة الانتخابية الرئاسية وليس لها أي من المشاهد الضبابية في ضر...