Skip to main content
نجاح انتخابات ليبيا .. تأمن مخرجا للأزمة السياسية

عندما تجري تحضيرات لاختيار المرشحين للمناصب الرئاسية والبرلمانية المقرر في ربيع عام 2018،  نود في البداية أن نتدبر فلسفة قيادة النفس من كلمات الدكتور مصطفى محمود التي تقول "قاوم ما تحب وتحمل ما تكره"  لتلقى هذه الكلمات صدها في نجاح الانتخابات في ليبيا، في دولة تمارس فيها الديمقراطية وثقافة انتخابات لم تمارس بهذا الطريقة من زمن بعيد.

ولكن الدور الأساسي في العملية الانتخابية يرجع الى ثقافة الشعب الليبي في اختيار الشخصيات الليبية التي لها مواصفات تتناسب مع المرحلة القادمة للنخب السياسية في قيادة الدولة الليبية وإخراجها من الأزمات الخانقة والمتأزمة.

النخب السياسية والشعب الليبي بأكمله يتوقعون في هذه الظروف الصعبة انتخابات عادلة دون تزوير ولا غش ولا خداع، ظروف قد صممت برامجها وخططها لتوعية وتثقيف الناخبين في مجال المشاركة الواعية وتمكين المواطنين فهم مصلحتهم في العملية الانتخابات الليبية القادمة.

ليبيا تأمل من نجاح تلك الانتخابات بإرادة الشعب ولكن في الواقع، علينا أن نكون واقعيين لكي تكون هنالك انتخابات نزيهة وشفافة، يجب أن يكون هنالك دستور دائم أولا،. فنحن مازلنا في  خضم طرح مشروع الدستور وللاستفتاء عليه من قيل الشعب الليبي وإخراجه الى حيز الوجود.

 لكن قبل قدوم الانتخابات القادمة نقاوم ما يعصف بنا من أهواء ونستفيد من تجارب الماضي، ونأمل من اختيار شخصيات ليبية قادرة على خوض المرحلة القادمة، ولنكن نجما بارزا إمام الدول المحيطة في إرساء معنى واضحا لقواعد الديمقراطية السليمة التي تتسم بجمالها الإنسانية في الاختيارات  الديمقراطي الحر والصحيحة من خلال دستور الوطن الشرعي .

اليوم تعج الحياة علينا بالمسؤوليات والتحديات، وسنة الكون تقول لنا ذالك، فما من شعب إلا وخاض حروب أهلية ودمار وفساد ورشوة ومحسوبية،  لنا خلقنا كبشر في كبد ونذوق من حين الى أخر السعادة في مقاومة الشر والأشرار،  وعندما نتغلب على الأشرار نذوق لذة الصبر على المحن التي تقترن بلذة الحياة فهي من سنن الحق لن الباطل كان زهوق.

العطاء بالخير والتسامح والاستكفاء والاستغناء عند النجاة هو الطريق الوحيد الذي يبني الأمم وليس بالزلل والخلل التي تعيق من التقدم والتطور والنهوض مرة أخرى بالأمة الليبية على قديميها لتكون اشد  قوى من ذي قبل. 

وبعد الانتخابات هنالك عدد من المشاكل الملحة في ليبيا، يجب علينا جميعا التعامل معها ومواجهتها بطريقة علمية بدون عشوائية التصرف، وأول منها المشاكل الاقتصادية عند الحياة المعيشية المتردية للمواطن في ليبيا.

 تامين موارد الطاقة الليبية التي تعتبر من أساسيات نهضة الدولة الليبية وهذا لا يتم إلا بعد استقرارا وآمان الدولة سياسيا واجتماعيا مع سلامة الحدود الليبية.


بقلم الأستاذ رمزي مفراكس 

Comments

Popular posts from this blog

انسداد السياسة والخروج عن النظام الدستوري الليبي نلاحظ بشكل متزايد أن الأمن في المنطقة الغربية من ليبيا ظل كما هو عليه متقلب بوجود التشكيلات المسلحة الليبية التي تعمل على إعاقة التطور السياسي والأمني، وهذا لتعدد المليشيات والكتائب المسلحة منها ثوار طرابلس والقيادة الوسطى وكتيبة أبو سليم المتحالفة مع مصرانه واللواء السابع من ترهونة. أوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في تدهور من ناحية الاستقرار السياسي، عندما نتكلم عن الحالة التي تدار في ليبيا ومن ناحية الخيارات والتحليل المتواجدة لدينا من تكشف المشكل  للحالة الليبية في غياب النظام الدستوري الليبي. واليوم نحن نتجادل في الرأي الأصلح أو الأفضل في كلام مسطر وجميل من العودة إلى الدستورية الملكية حتى يكون لنا بداية في الحفاظ على ما أنجز في عهد الإباء والأجداد  وتكون لنا خطوات سياسية مشابها لهم من إعادة التقييم والتعديل في المسار الدستوري. وعندما نرى سيدات ليبيا تطالب إنقاذ ليبيا والعودة إلى النظام الملكي للحكم في ليبيا نقول إن ذالك خيار من خيارات الشعب الليبي حملت شعار " سيدات ليبيا لإنقاذ الوطن " مقترح المقدم للحل في...
  Libya : when the two axes converge ... Political developments and the new political scene at the transitional stage of transition   Libya: when the two axes converge There is no way to depart from the formulas of change in the Libyan political agreement without taking into account the adherence to the fundamentals of the Moroccan Skhirat agreement and make all the amendments necessary because it is a major source of entry to a new Libyan political consensus that works on the consensual approach of all Libyan political parties. The conflicting political parties have the utmost interest in the stability of the Libyan state, with the presence of opponents of blocs West and East of Libya to work on the completion of the roadmap, which was written by Macron in Paris under the auspices of French President Emmanuel. Libya's interest in this new political scene, which provides for the activation and unification of the Libyan national institutions and the holding o...
The parties agree that they do not agree... The conditions of the Libyan capital are serious It seems that the Libyan public was shocked after the confrontation of the Libyan militia and the search for security arrangements in  Tripoli  to freeze the movement of forces and the agreement of the Libyan parties to agree that they do not agree. This is the case of the military conflict, which has doubled every time, as well as the lack of monitoring and stabilization of the cease-fire, which has increased the weakness of the international equation to protect the capabilities of the Libyan state. How did this and the announcement of the United Nations Support Mission in Libya did not succeed in obtaining the agreement between the parties participating in the meeting of the Libyan city of Zawia, to develop a plan for the withdrawal of militias from political sites and vital installations and the replacement of regular forces? But the seventh brigade in Tarhona co...