Skip to main content
إستراتيجية الانتخابات الليبية القادمة .. منع إساءة استخدام السلطة   

الفساد السياسي بمعنى الأوسع عندما يكون هنالك إساءة استخدام السلطة في ليبيا، خصوصا مع وجود تعدد في (الحكومات الليبية) من شرق وغرب البلاد لأهداف مشروعة.
لكن غياب دستور ليبيا حتى الآن والذي يعتبر الدستور من أساسياته حقوق الشعب الليبي الذي يرسم نظام حكم الدولة الليبية يسهل من العملية السياسية  في نصب الضبط والربط والمراقبة الدستورية على السلطات من خلال القضاء الليبي العادل.
الخطاب السياسي الليبي في الفترة الأخيرة أصبح يستخدم "طابع التهميش السياسي" والمختزلة في إبعاد بعض من الأطراف السياسية الليبية الغير مرغوب فيها وإبعادها عن ممارسة السلطة الليبية المشروعة والذي يتناقض ويتنافى مع  مصطلح العدالة الانتقالية التي أصبحت تشكل في مضمنها القضية الليبية السياسية في الحكم وتوزيع الأدوار السياسية.
لكن تجاهل الأدوار السياسية الليبية تعمل على دلالة استمرارية الفساد السياسي وتهميش البعض الذي يتصف بالتحدي الناتج من إبعاد مستويات ثقافية ليبية متعددة من الدخول في معترك السياسة من داخل فئات الشعب الليبي سواء كانوا من الشرق أو الغرب أو الجنوب الليبي.
كما أن مضمون إستراتيجية الانتخابات الليبية القادمة تعمل على اتساق سياسي يساعد على دور الانفراج من الاقتصاد المتأزم  دون غيره من العوامل السياسية الخارجية الأخرى.
وكما أن صعوبة الانتخابات الليبية القادمة تأتي في إرساء قاعدة ديمقراطية تعمل على التداول السلمي للسلطة الليبية لتجعل في سلاسة الانتقال من الطرف الى الطرف الأخر دون الحاجة الى تعميق الجهوية والإيديولوجية السياسية التي تفرض نفسها في كثير من الأحيان كأمر واقع على الشعب الليبي دون التركيز على العمل الوطني من اجل المصلحة الوطنية العامة.        
مصطلح التهميش هو مصلح سالب وإذا انتقلنا الى تحيد طبيعته لنجده من مضمن مصطلح الإقصاء السياسي في التداول السلمي للسلطة الوطنية، وهذا ما يتعارض مع مفهوم المصالحة الوطنية الليبية الشاملة.
التهميش السياسي أو الاقتصادي أو العسكري يعني انفراد فئة بالسلطة والثروة والسلاح دون باقي الشعب الليبي الذي يتطلع الى المشاركة الكاملة في الحراك الشعبي فضلا عن كامل المشاركة الاقتصادية في إعادة بناء ليبيا المستقبل.
المشاركة المجتمعية تعود على الأمة الليبية بالنهضة الفكرية ليزدهر الشعب الليبي معها بعد الانتهاء من الحرب التي دامت سنوات عجاف من النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية المسلحة، وها نحن نقترب الى أسياسيات العمل السياسي في الانتخابات المقبلة عند اختيار شخصيات وطنية جوهرية تقود المرحلة القادمة الى الحكم الديمقراطي السليم دون أي تهميش.
التضاربات السياسية يجب آلا تكون محصورة في التهميش والإقصاء ولكن تكون في منع إساءة استخدام السلطات عبر إقرار دستورا للوطن ليكون محتواه فك النزاعات بين الأقطاب السياسية المتنازعة على الحكم والسلطة والسلاح.
سوف يسجل لنا التاريخ في الفترة القادمة الفكر النقدي الذي خاض من اجل تحرير ليبيا من القيود التي كبلت إرادة الشعب الليبي والنهوض به من الفقر والحرمان والمرض والقتل والتشريد والإقصاء والتهميش والإفلاس الاقتصادي في دولة نفطية تعتبر من سادس دول العالم المنتج للنفط والغاز.

بقلم الأستاذ رمزي مفراكس 

Comments

Popular posts from this blog

انسداد السياسة والخروج عن النظام الدستوري الليبي نلاحظ بشكل متزايد أن الأمن في المنطقة الغربية من ليبيا ظل كما هو عليه متقلب بوجود التشكيلات المسلحة الليبية التي تعمل على إعاقة التطور السياسي والأمني، وهذا لتعدد المليشيات والكتائب المسلحة منها ثوار طرابلس والقيادة الوسطى وكتيبة أبو سليم المتحالفة مع مصرانه واللواء السابع من ترهونة. أوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في تدهور من ناحية الاستقرار السياسي، عندما نتكلم عن الحالة التي تدار في ليبيا ومن ناحية الخيارات والتحليل المتواجدة لدينا من تكشف المشكل  للحالة الليبية في غياب النظام الدستوري الليبي. واليوم نحن نتجادل في الرأي الأصلح أو الأفضل في كلام مسطر وجميل من العودة إلى الدستورية الملكية حتى يكون لنا بداية في الحفاظ على ما أنجز في عهد الإباء والأجداد  وتكون لنا خطوات سياسية مشابها لهم من إعادة التقييم والتعديل في المسار الدستوري. وعندما نرى سيدات ليبيا تطالب إنقاذ ليبيا والعودة إلى النظام الملكي للحكم في ليبيا نقول إن ذالك خيار من خيارات الشعب الليبي حملت شعار " سيدات ليبيا لإنقاذ الوطن " مقترح المقدم للحل في...
السادة والسيدات الكرام  إصدارات  ميادين لنشر: قصيدة طرابلس –  نوري الكيخيا – ليبيا في مهب الربيع العربي – محمد صدقي ذهني -  أول مذيعة تلفزيون ليبية – بين الأمل والألم * ألف داحس وليلة غبراء – ليبيا الدينار والدولار الكتب تجدونها في مكتبة فكرة بسيتي ستار بمدينة نصر بالقاهرة وتجدونها أيضا بكشك بيع الصحف والكتب بالزمالك شارع ٢٦ يوليو تقاطع شارع البرازيل أمام اتصالات . الكتب الآن بالإسكندرية بمول سان استفانو وبالأكشاك بمحطة الرمل . الكتب بمعرض الكتاب القاهرة ابتدأ من23   يناير وحتى 5  فبراير 2019 قريبا ببنغازي وطرابلس وتونس
  Libya : when the two axes converge ... Political developments and the new political scene at the transitional stage of transition   Libya: when the two axes converge There is no way to depart from the formulas of change in the Libyan political agreement without taking into account the adherence to the fundamentals of the Moroccan Skhirat agreement and make all the amendments necessary because it is a major source of entry to a new Libyan political consensus that works on the consensual approach of all Libyan political parties. The conflicting political parties have the utmost interest in the stability of the Libyan state, with the presence of opponents of blocs West and East of Libya to work on the completion of the roadmap, which was written by Macron in Paris under the auspices of French President Emmanuel. Libya's interest in this new political scene, which provides for the activation and unification of the Libyan national institutions and the holding o...