المصالحة الوطنية ..نقاط جوهرية
تدور حول دوامة بناء الدولة الليبية العصرية
أصبح يتردد مصطلح المصالحة الوطنية الليبية على
مسامع المعنيين بها، فشاع نبرة المصالحة بين أروقة الأطراف السياسية والاجتماعية
الليبية في كل مكان، ما بين دول عربية وأجنبية وداخل الوطن خلال السنوات الماضية
بعد سقوط النظام الليبي السابق.
نتجت فكرة المصالحة الليبية من تردي الأمور
العامة في ليبيا، فأصبحت المصالحة بشكلها الحالي تعمل على بث الأمل الوحيد والمرتجي
الذي سينتشل الوطن الليبي من استمرارية دوامة الصراع
بين أقطاب النزاع على السلطة والثروة والسلاح.
لزال الصراع
بين الأقطاب والأطراف السياسية
المتنازعة مستمرة فتدفعهم بقوة الى حيثيات بناء الدولة الليبية العصرية وأخرجوهم
من الدوامة الجهنمية التي تدور حول المجهول عند عدم وجود مصالحة عامة وشاملة.
تساؤلات عديدة ومعقدة جدا في كيفية بناء دول عصرية
خاصة بالشعب الليبي، إذا أخذنا بنظر
الاعتبار انه ليس ثمة احد منا يعلم ما الذي يعنيه مصطلح المصالحة الوطنية الليبية
الشامل والسعي الحثيث في عملية تضميد جراح الوطن الليبي من أفراد وجماعات ليبية أين
ما كانوا داخل وخارج الوطن.
عمل وطني يساعد على تجاوز الوجع الشخصي عند
المواطنون الليبيون في أملاكهم وأموالهم وشهدائهم وموتاهم وجرحاهم وكرامتهم ودمار وطنيهم الغالي.
الدمار الشامل الذي نال جميع أطياف الشعب الليبي اشد النيل عبر
السنيين والحقب الماضية، عملية اجتماعية ترتكز
على أجاد مصالحة وطنية تعمل على استعادة المحبة والأخوة بين الليبيين من شرور
الفتن والحقد والبغضاء والنميمة، أعمال اجتماعية تعمل استعادة دولة ليبيا الحرة الموحدة
الخالية من الغبن والعسف وظواهر الجرم في كل ناحية من نواحي الحياة.
مصالحة وطنية تعمل على ترسيخ المواطنة الكاملة
ضمن إطار الوحدة الوطنية الليبية الشاملة التي تعمل على الحوار الوطني الليبي بين مكونات الشعب
الليبي التي تفضي الى مصالحة مجتمعية
ليبية شاملة.
سلامة المجتمع الليبي ووحدة الهدف يعملان على
ترسيخ منهجية تقاسم السلطات في الدولة الليبية التي توزع المهام التنفيذية
والتشريعية والقضائية .
عملية المصالحة الوطنية تقود الى بناء المجتمع
الليبي المتكامل والخروج به من دوامة بناء الدولة الليبية بعد أضاح الأدوار
والمسؤوليات لجميع السلطات في دستور الدولة الليبية الدائم الذي يعتبر القانون
الأعلى في المجتمع الليبي المعاصر.
صيغة توافق فعاله نحو بناء مجتمع ديمقراطي
متجاوزا لأثار العنف والتعصب والانقسام بكل وسائله، الذي يعتبر ورما سرطانيا يجب
علينا جميعا استئصاله من الجسم الوطن الليبي، فليبيا يجب أن نكون خاليه من جميع
الأمراض الخبيثة والمعدية للأجيال الليبية
القادمة من بعدنا.
مصالحة وطنية ليبية تتم عند إيجاد قنوات تواصل
مباشرة داخل الوطن وخارجه بين جميع الفرقاء وخاصة القيادات السياسية المتنازعة مع
بعضها البعض والقيادات المجتمعية التي تساعد على أجاد الحلول السريعة التي تساعد
على فك التعقيدات الموجودة حاليا في البلاد.
علاقات مجتمعية ليبية مباشرة تعمل على تمكين
الحوار المستمر وتقلل من سخونتها أثناء الأزمات الليبية التي نشاهدها من حين الى أخر
فتعمل على النهضة الفكرية والثقافة والفنية السياسية الشاملة بين جميع الأطراف
المتنازعة.
المشكل الحقيقي في جوهر الخلاف يكمن في عدم إعداد أرضية حوار ملائمة لاستمرارها
في العمل عند النقاش وتبادل الآراء حول المصالحة والمصافحة الليبية الشاملة والكاملة
بين الفرقاء الليبيون عند تحمل مسؤوليات الوطن الليبي في مواجهة تحديات الحاضر
والمستقبل في إطار دينامكية سياسية محنكة .
المسؤولية الوطنية تحتم علينا العمل المشترك مع
جميع القوى الوطنية الشريفة لوقف حالة الانهيار الكامل ووضع حد للتدهور الذي أصاب
الوطن الليبي من كوارث يشهدها الشعب الليبي كل يوم في بلاده.
وخلاصة أن المصالحة هي مصالحة لأبناء الدولة
الليبية المعاصرة فيها برامج سياسية واقتصادية واجتماعية تقربنا الى أحلامنا جميعا
بدون استثناء، مصالحة وطنية لها مفتاح الفرج لجميع الأبواب المغلقة، واليوم نقول أن
الخطوات تبدأ بخطوة واحدة في التقارب لتحرك نحو بناء أسس المدنية العصرية في
ليبيا.
بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس
Comments
Post a Comment