Skip to main content

 


 مَا بَعْدَ مُلْتَقَى الحِوَار السِّياسِيّ الليبي فِي العَاصِمَةِ التُّونِسِيَّة

 

الحوار السياسي في أية ثقافة  أو حتى في آي مجتمع هي تجسيد للإرادة شعب للهوية الوطنية متوفرة فيها جملة من المعاير تعمل على تمكين المحاورين للوصول إلى تسوية شاملة في ما بينها لتصبح ركيزة هامة في المحافظة على سيادة دولتهم.

 

والدولة الليبية ليس من بعيد عن هذا المعيار الأساسي عند لقاء خمسة وسبعون شخصية ليبية مختلفة في العاصمة التونسية حتى يصبح التمثيل لشعب ليبي أراد الخروج من مرحلة التأزم إلى مرحلة الاستقرار والتقدم والازدهار.

 

وكما أبدى البيان الذي حمل توقيع مائة واثنا عشر عضوا تحفظهم على الإلية التي تم بها اختيار المشاركين في الملتقى الجامع في العاصمة تونس من قبل الأمم المتحدة التي لا تمثل أي قاعدة شعبية ولا أي سلطة شرعية قائمة في الدولة الليبية.

 

لهذا نرى وبعد اللقاء الجامع في العاصمة تونس يأخذ طابع خارجي يخرج عن الإرث الحضاري الليبي في مجتمع له من العادات والتقاليد من مجتمع قبلي يعمل بطريق تحترم ارثه ألحضاري وتصونه تعين هيئات مجتمعية ليبية داخل المجتمع.

 

اللقاء الليبي في تونس كان حوار ليبي / ليبي تحت غطاء الأمم المتحدة ومسار الأمم المتحدة خارج إرادة الشعب الليبي ورغبات الشعب الليبي في أجداد الحلول التوافقية والخروج من الأزمة السياسية التي طال مداها بسبب الصراعات الخارج على بلادنا ليبيا والتي أرهقتها الصراعات الداخلية حتى يومنا هذا.

 

الحوار الليبي / الليبي يجب أن تكون شخصيات ليبية مختارة من مؤسسات رسمية داخل الوطن الليبي، وحتى يكون للحوار قيمة وطنية باعتباره المستودع الأمين لطموحات وأماني الشعب الليبي يجب أن يكون الحوار داخل ليبيا على تراب الأراضي الليبية.

 

نعم نحن نعلم أن ليبيا لازالت حتى هذه اللحظة تحت إشراف وقوانين الأمم المتحدة باعتبار ليبيا ليس لها القانون الأعلى آلا وهو الدستور الدائم الذي يعمل على تسير أمور ومجريات العمل السياسي والقانوني في الدولة الليبية.

 

وبعثت الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والمفوضة الخاصة للأمم المتحدة بالإنابة في ليبيا ستيفاني ويليام هي الجهة الرسمية المتكفلة بالملف الليبي بعد السيد غسان سلامه المستقيل والذي كان المفوض الخاص للأمم المتحدة لدولة الليبية.

 

خارطة طريق لليبيا مسبقة إعدادها من قبل المجتمع الدولي  واليوم تقول لنا السيدة ستيفاني ويليام في كلمة لها عند عقد الحوار السياسي الليبي في تونس لم يكون اللقاء أن يتم لولا توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الدائم الموقع بين طرقي النزاع في جنيف في الثالث والعشرون من أكتوبر لعام 2020، ولان الطريق إلى هذا الملتقى لم يكن مفروشا بالورود.

 

والذاكرة الوطنية والدولة الليبية  تبرز خصوصيتها ليس من الخارج في عواصم العالم العربي والأجنبي بل من الداخل في كيان المجتمع الليبي من أعرافه وتقاليده في الوطن والأمة الليبية حتى تكون ضرورة للمرحلة الانتقالية إلى مرحلة اليقين والاستقرار والأمان والسلام.

 

وانطلاقا من تلك الأهمية أهمية الحوار الليبي / الليبي من داخل الوطن في طرح المشاكل المتعلقة بالمرحلة الانتقالية التي تعوق بمختلف تشكلانها التي نعرفها، من حمل السلاح والمرتزقة المأجورة والتدخلات الخارجية في الشأن الليبي وانقسام المؤسسات الرسمية للدولة الليبية والصراعات على السلطة والثروة والسلاح.

 

قد تكسبنا مقاوماتها التي تميزنا بها عن دول العالم في طرح حول جذرية تعمل على استرجاع دولة القانون والدستور مرة أخرى في ليبيا من فرض الهيمنة والتبعية الفكرية والعقدية والأيديولوجيات الهادمة للمجتمع الليبي.

 

هذا هو الحل الصحيح من محاولات عدم مسخ الخصوصيات الليبي في ضرورة الانتقال السلمي للمجتمع الليبي بالإصلاحات الدستورية الشرعية ونظام الحكم وطريقة تبادل السلطة دستوريا وشرعيا بدون الرجوع الى العمل العسكري مرة أخرى في قبل الحكم والنظام السياسي الليبي الشرعي.

 

 

بقلم /  رمزي حليم مفراكس

رجل أعمال – كاتب ومحلل سياسي واقتصادي ليبي

مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية

 

      

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Comments

Popular posts from this blog

انسداد السياسة والخروج عن النظام الدستوري الليبي نلاحظ بشكل متزايد أن الأمن في المنطقة الغربية من ليبيا ظل كما هو عليه متقلب بوجود التشكيلات المسلحة الليبية التي تعمل على إعاقة التطور السياسي والأمني، وهذا لتعدد المليشيات والكتائب المسلحة منها ثوار طرابلس والقيادة الوسطى وكتيبة أبو سليم المتحالفة مع مصرانه واللواء السابع من ترهونة. أوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في تدهور من ناحية الاستقرار السياسي، عندما نتكلم عن الحالة التي تدار في ليبيا ومن ناحية الخيارات والتحليل المتواجدة لدينا من تكشف المشكل  للحالة الليبية في غياب النظام الدستوري الليبي. واليوم نحن نتجادل في الرأي الأصلح أو الأفضل في كلام مسطر وجميل من العودة إلى الدستورية الملكية حتى يكون لنا بداية في الحفاظ على ما أنجز في عهد الإباء والأجداد  وتكون لنا خطوات سياسية مشابها لهم من إعادة التقييم والتعديل في المسار الدستوري. وعندما نرى سيدات ليبيا تطالب إنقاذ ليبيا والعودة إلى النظام الملكي للحكم في ليبيا نقول إن ذالك خيار من خيارات الشعب الليبي حملت شعار " سيدات ليبيا لإنقاذ الوطن " مقترح المقدم للحل في...
  Libya : when the two axes converge ... Political developments and the new political scene at the transitional stage of transition   Libya: when the two axes converge There is no way to depart from the formulas of change in the Libyan political agreement without taking into account the adherence to the fundamentals of the Moroccan Skhirat agreement and make all the amendments necessary because it is a major source of entry to a new Libyan political consensus that works on the consensual approach of all Libyan political parties. The conflicting political parties have the utmost interest in the stability of the Libyan state, with the presence of opponents of blocs West and East of Libya to work on the completion of the roadmap, which was written by Macron in Paris under the auspices of French President Emmanuel. Libya's interest in this new political scene, which provides for the activation and unification of the Libyan national institutions and the holding o...
The parties agree that they do not agree... The conditions of the Libyan capital are serious It seems that the Libyan public was shocked after the confrontation of the Libyan militia and the search for security arrangements in  Tripoli  to freeze the movement of forces and the agreement of the Libyan parties to agree that they do not agree. This is the case of the military conflict, which has doubled every time, as well as the lack of monitoring and stabilization of the cease-fire, which has increased the weakness of the international equation to protect the capabilities of the Libyan state. How did this and the announcement of the United Nations Support Mission in Libya did not succeed in obtaining the agreement between the parties participating in the meeting of the Libyan city of Zawia, to develop a plan for the withdrawal of militias from political sites and vital installations and the replacement of regular forces? But the seventh brigade in Tarhona co...