Skip to main content

طَلَب التَّدَخُّل الْأَجْنَبِيِّ فِي لِيبِيا .. بَيْن الْحَاجَة وَضَرُورَة الْإِبْقَاء

 

لقد ظل الشعب الليبي محتار في أساليب السياسيات الخارجية للدولة الليبية ومثار العديد من الإشكالات لارتباط ليبيا بالواقع المتأزم من جميع النواحي وبالمعاملات العسكرية التي تحيط العاصمة الليبية طرابلس والحرب على الإرهاب، والتي استدعت حكومة الوفاق الوطني الليبي الحكومة التركية إلى مساندتها بتصدي جيش الوطني الليبي القادم من المنطقة الشرقية.
تشابكت الأمور بعد مؤتمر برلين العاصمة الألمانية حتى كاد انعكاس الأزمة الليبية  بإرسال نواب عن حكومة الوفاق الوطني الليبي والمشكل من عضوية كل من النائب جلال الشويهدي نائب رئيس لجنة الخارجية، والنائب ربيعة أبوراس نائب رئيس لجنة الحريات العامة وحقوق الإنسان، ونائب المقرر رحمة أبوبكر، وأعضاء من لجنة الخارجية بزيارة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن لتوضيح صورة الوضع المأسوي في المنطقة الغربية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ولكما ازدادت العملية تطورا وتأزما يزداد الطلب إلى التدخل الأجنبي في بلادنا ليبيا وتشعبا بين الأقطاب السياسية المنازعة على السلطة السياسية والعسكرية بوصفهما أداه ووسيلة السيطرة على زمام الدولة الليبية، ووسيلة إلى الحكم والتسلط على مقدرات الشعب الليبي.
وبعد تخلف تلك الممارسات السلبية لساسة الليبية في المحافظة على وحدة الوطن ووحدة المؤسسات الليبية وحل المشاكل العالقة بين الأقطاب السياسية، تصاعدت الأصوات  مرة أخرى بالمطالبة بتفعيل دور الولايات المتحدة الأمريكية في ليبيا لدعم الاستقرار بقانون قد تقدم به مجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي.
أصوات تتصاعد من الغرب الليبي بتدخل اكبر دولة في العالم في شؤون ليبيا الداخلية وتعريض السيادة الليبية إلى الخطر ووضع ليبيا رهينة المواقف الدولية وبالحد من قوة الدولة الليبية من ضمانات أصبحت تشكل في الواقع خطرا فعليا على المصالح الليبية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
إن سياسية الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية تجاه ليبيا تختلف عن غيرها من الدولة العالم في الوقت الراهن وابتعاد دور أمريكا عن القضية الليبية بفعل ما يصدر من الدولة الليبية من حرب أهلية تعبر بوضوح تراجع الولايات الأمريكية عن الدور الرائد والتربح بشكل غير  مشروع من جانب طرفين النزاع.
تصور الولايات المتحدة الأمريكية مع الإدارة الحالية، إدارة الرئيس دونالد ترامب بفارق التصور التي تتوقعها حكومة الوفاق الوطني الليبي بالوقوف بجانبها نحو دحر القوات العسكرية القادمة من المنطقة الشرقية لتحرير العاصمة الليبية.
والحقيقية كل الحقيقة أن ما حصلت عليه حكومة الوفاق الوطني هو تعهدات بمشروع الأمم المتحدة ومجلس الأمن في صلاحيات السيد غسان سلامة من خطة تعمل على أخارج ليبيا من مأزق الصراع السياسي والعسكري.
وحتى إذا اجري الوفد القادم من العاصمة الليبية طرابلس بزيارات ومقابلات متعدد مع أعضاء الكونجرس الأمريكي بطرفين الحزبين الديمقراطي والجمهوري ولجان الكونجرس الرئيسية والفرعية للخارجية والدفاع والأمن القومي واللجان القضائية وغيرها من اللجان الأمريكية، لا يعني إن أمريكيا سوف تتخذ موقفا مع احد الطرفين المتنازعين.
 إلا إنه بمرور ما يقارب على عدة سنوات عددا على الثورة الليبية، ثورة السابع عشر من فبراير الشعبية لم تدخل ليبيا في الأمن والاستقرار السياسي بسبب الحرب الأهلية القائمة اليوم على الأراضي الليبية، والتدخل الأجنبي في القضية الليبية وطلب حكومة الوفاق الوطني من أمريكيا بالتدخل لحل المشاكل العالقة، يكون في زياد الوقود على النار و من الفتنة والتراجع إلى الوراء كما مثل ما حصل مع الدولة التركية من تدخلات في الصراع العسكري على المنطقة الشرقية.
ومع ذلك لابد للإقدام على المصالحة الوطنية الشاملة وعلى هذه الخطوة يأخذ الوطن الليبي من عين الاعتبار على سلامة الوحدة الوطنية الشاملة التي تشمل الأقاليم الليبية الثلاثة في دستور شرعي للوطن الليبي.
بقلم / رمزي حليم مفراكس

Comments

Popular posts from this blog

انسداد السياسة والخروج عن النظام الدستوري الليبي نلاحظ بشكل متزايد أن الأمن في المنطقة الغربية من ليبيا ظل كما هو عليه متقلب بوجود التشكيلات المسلحة الليبية التي تعمل على إعاقة التطور السياسي والأمني، وهذا لتعدد المليشيات والكتائب المسلحة منها ثوار طرابلس والقيادة الوسطى وكتيبة أبو سليم المتحالفة مع مصرانه واللواء السابع من ترهونة. أوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في تدهور من ناحية الاستقرار السياسي، عندما نتكلم عن الحالة التي تدار في ليبيا ومن ناحية الخيارات والتحليل المتواجدة لدينا من تكشف المشكل  للحالة الليبية في غياب النظام الدستوري الليبي. واليوم نحن نتجادل في الرأي الأصلح أو الأفضل في كلام مسطر وجميل من العودة إلى الدستورية الملكية حتى يكون لنا بداية في الحفاظ على ما أنجز في عهد الإباء والأجداد  وتكون لنا خطوات سياسية مشابها لهم من إعادة التقييم والتعديل في المسار الدستوري. وعندما نرى سيدات ليبيا تطالب إنقاذ ليبيا والعودة إلى النظام الملكي للحكم في ليبيا نقول إن ذالك خيار من خيارات الشعب الليبي حملت شعار " سيدات ليبيا لإنقاذ الوطن " مقترح المقدم للحل في...
السادة والسيدات الكرام  إصدارات  ميادين لنشر: قصيدة طرابلس –  نوري الكيخيا – ليبيا في مهب الربيع العربي – محمد صدقي ذهني -  أول مذيعة تلفزيون ليبية – بين الأمل والألم * ألف داحس وليلة غبراء – ليبيا الدينار والدولار الكتب تجدونها في مكتبة فكرة بسيتي ستار بمدينة نصر بالقاهرة وتجدونها أيضا بكشك بيع الصحف والكتب بالزمالك شارع ٢٦ يوليو تقاطع شارع البرازيل أمام اتصالات . الكتب الآن بالإسكندرية بمول سان استفانو وبالأكشاك بمحطة الرمل . الكتب بمعرض الكتاب القاهرة ابتدأ من23   يناير وحتى 5  فبراير 2019 قريبا ببنغازي وطرابلس وتونس
  تَغْيِير الرِّيَاسَة قَبْل الدُّسْتُور يُعْتَبَر مَسار لِزِيَادَة بَعَثَه الدَّعْم فِي لِيبِيا   إن من قرأ أو شاهد أو حتى سمع عن الانتخابات الرئاسية  في التاريخ السياسي،  يدرك أن جميع الدول الديمقراطية  تصنع قياداتها بموجب الدستور المكتوب أو الغير مكتوب المعترف به في بلادهم، وليبيا ليس بمعزل عن العالم المتحضر الذي يسعى على تحقيق استقرار البلد دستوريا منذ الإطاحة بالنظام السابق الذي رفع جميع القوانين المعمول بها في البلد، بداية بالانقلاب الدستوري في عام 1969 ميلادي . مظاهر وأشكال انتخابية رئاسية وبرلمانية تبرز علينا من حين الى آخر ومن عدة دول خارجية عموما و خصوصا من سفراء  دول أجنبية، دعمهم القوي لجهود السيدة المستشارة الخاصة وليامز لتسهيل عقد الانتخابات قريبا لتحقيق تطلعات الشعب الليبي. لقد يحث البعض عن أهمية الانتخابات الرئاسية قبل إجراء الاستفتاء على الدستور الليبي، في أحرز على استقرار ليبيا بعد حرب التحرير وثورة السابع عشر من فبراير لعام 2011، وهو الحدث الهام في تاريخ ليبيا المعاصر، ولم يعطوا ليبيا أي أهمية من نقلها الى مسار الدول الديمقراطية دستوريا ب...