لِيبِيَّا وَسِيَاسَةُ رَفْضِ
الْاِسْتِقْرَار!ِ
لَمْ تَنْجَحْ حُكُومَةُ الْوِفَاقِ الْوَطَنِيِّ بِمُطَالَبَتِهَا
الْمُتَكَدِّرَةِ اِنْسِحَابٌ وَرُجُوعُ الْقُوَّاتِ الْعَرَبِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ
إِلَى مَوَاقِعِهَا وَلَمْ تَقْتَنِعْ قُوَّاتُ الْكَرَامَةِ مِنْ قَبُولِ وَقْفِ
إِطْلَاقِ النَّارِ، لَمَّا فِيهَا مِنْ ضَيَاعِ ضَبْطِ النَّفْسِ الْأَطْرَافَ
الْمُتَنَازِعَ الْمُفْتَرَضَ فِيهَا أَنَّ تَعْمَلُ عَلَى إِنْجَاحِ
الدِّبْلُومَاسِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ لِتَحْقِيقِ اِسْتِقْرَارِ الدَّوْلَةِ
اللِّيبِيَّةِ.
لَكِنَّ مَا نُرْهُ عَلَى
السَّاحَةِ اللِّيبِيَّةِ هَذِهِ الْأيَّامِ رَفَضَ لِسِيَاسَةِ الْاِسْتِقْرَارِ
وَتَمَسُّكِ الطَّرِفِينَ بِمَزِيدٍ مِنَ الْهُجُومِ وَالتَّصَدِّي حَتَّى
وَصَلَتْ قُوَّاتُ حُكُومَةِ الْوِفَاقِ الْوَطَنِيِّ بِقُوَّاتِهَا
الْمُسَلَّحَةِ إِلَى مُنْعَطَفِ الْمُعَادَلَةِ الْمُسَلَّحَةِ مِنَ الْهُجُومِ
عَلَى الْهُجُومِ مَا بَيْنَهُمَا.
حَالَةُ عَسْكَرِيَّةُ متأزْمَة تُقْلِقُ الْكَثِيرُ مِنْ مُتَتَبِّعِينَ
الْقَضِيَّةَ اللِّيبِيَّةَ الشَّائِكَةَ الَّتِي تَهَدُّدِ اِمْنِ وَسَلَاَمَةَ
لِيبْيَا مِنْ تَهْدِيدَاتٍ وبالتالي تَعَرَّضَ اِمْنِ وَسَلَاَمَةَ الْمِنْطَقَةِ
الْعَرَبِيَّةِ فِي نَفْسُ الْوَقْتِ الَّتِي تُصِرُّ فِيهَا الْأَطْرَافَ
السِّيَاسِيَّةَ التمادي فِي الْغُرُورِ وَالْغَطْرَسَةِ عَلَى حِسَابِ الشَّعْبِ
اللِّيبِيِّ.
لِقَدَّ صَرْحُ مَبْعُوثُ الْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ غَسَّانَ سَلَاَمَةٍ
عَلَى أَنَّ مُنْعَطَفَ لِيبْيَا الْمُسَلَّحِ يَعْمَلُ عَلَى اِسْتِمْرَارِيَّةِ
الْحَرْبِ الطَّوِيلَةِ وَمَنِ الْمُحْتَمَلِ أَنَّ تَعَرُّضَ الْكَثِيرِ مِنَ
الْمُوَاطِنِينَ إِلَى أَوْضَاعِ إِنْسَانِيَّةِ كَارِثَةِ شَيْئِيَّةِ بِكَثِيرِ
مَنْ نُزُوحٍ وَتَشْرِيدٍ وَقَتْلَةٍ وَجُرْحِهِ.
وَفِي الْوَقْتِ ذاته وَصَفَّ
غَسَّانِ سَلَاَمَةٍ عَلَى أَنَّ هُنَالِكَ عَنَاصِرِ مِنَ الميليشيات تَظْهَرُ
عَلَى السَّطْحِ مُؤَيِّدَةَ تَأَيَّدَا كَامِلٌ لِحُكُومَةِ الْوِفَاقِ الْوَطَنِيِّ
الَّتِي شَمْلَتِهَا عُقُوبَاتٍ دَوْلِيَّةٍ وَمُطَالِبِينَ لِلْمَحْكَمَةِ
الْجِنَائِيَّةِ الدَّوْلِيَّةِ مِنْ خَوْضِ مُعَارِكَ عَلَى السَّاحَاتِ
اللِّيبِيَّةِ.
وَفِي الْمُقَابِلِ أَصْبَحَ اللُّعَبُ عَلَى الْمَكْشُوفِ مِنَ الطَّرَفِ
الْإِسْلَامَ السِّيَاسِيَّ الْمُؤَيِّدَ للمليشيات الْمُسَلَّحَةَ الَّتِي
تُدَعِّمُهَا بِالْمَالِ وَالْعَتَادِ الْمُسَلَّحِ مِنْ قَبْلَ دُوَلِ
عَرَبِيَّةِ وَأَجْنَبِيَّةٍ وَهُوَ أَمْرٌ يَعْمَلُ عَلَى إِطَالَةِ
الصِّرَاعَاتُ الدَّاخِلِيَّةُ وَحُدوثُ قَلْقَلَةٍ فِي اِسْتِقْرَارِ الدَّوْلَةِ
اللِّيبِيَّةِ.
كَنَّا نَتَوَقَّعُ تَطَوُّرَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ عِنْدَ الْجَانِبِ
السِّيَاسِيِّ فِي عَمَلِيَّةُ السُّلَّمِ الْاِجْتِمَاعِيِّ بَعْدَ الثَّوْرَةِ
الشَّعْبِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ الَّتِي أَزَاحَتِ النِّظَامُ السَّابِقُ، لَكِنَّ
قِوَامَ الشَّحْنَاتِ الْعَسْكَرِيَّةِ وَالْمُرْتَزِقَةِ الَّتِي وَارِهَا دُوَلَ
عَرَبِيَّةَ وَإِسْلَامِيَّةً وَأَجْنَبِيَّةَ مُخْتَلِفَةَ هُوَ أَمْرٌ لَيْسَ
مُبَشِّرَا بِالْخَيْرِ لِصَدِّ الْمُشَاحَنَاتِ بَيْنَ طَرِفِينَ النِّزَاعَ.
الْيَوْمُ لِيبِيَّا تَمْرٍ
بِعَمَلِيَّةٍ مَحْسُوبَةٍ وَدَقيقَةٍ مِنْ قَبْلَ الْمَجْمَعِ الدَّوْلِيِّ
الَّذِي يَنْظُرُ إِلَى لِيبْيَا بِأَنَّهَا دَوْلَةُ تَمْرٍ بِأَزْمَاتٍ
دَاخِلِيَّةٍ
لَا عَلَاَّقَةٌ لَهَا بِالْاِسْتِقْرَارِ السِّيَاسِيِّ لِوُجُودِ
المليشيات الْمُسَلَّحَةَ الَّتِي لَهَا وَضْعُ يَدٍ فِي السَّيْطَرَةِ عَلَى
مَصِيرِ الدَّوْلَةِ اللِّيبِيَّةِ الْمَدِينَةِ.
لِيبِيَّا لَمْ تَسْتَفِيدُ مَنْ دُرُوسِ ثَوْرَاتِ الرَّبِيعِ
الْعَرَبِيِّ الَّتِي اِجْتَاحَتِ الْمِنْطَقَةُ الْعَرَبِيَّةُ وَلَمْ تَأْخُذِ
الْعَبْرُ مِنَ الدولتين الْجَارَتَيْنِ، تُونِسٌ وَمِصْرٌ فِي التَّصَدِّي إِلَى
مَظَاهِرِ الْإِرْهَابِ الَّذِي تَفَشَّى فِي الْمِنْطَقَةِ مِمَّا جَعَلَ مَنْ
لِيبْيَا دَوْلَةِ تَوَاجُهِ اُشْدُ عُزْلَةً وَمُرَاقِبَةً دُوَلِيًّا.
وَفِي الْمُقَابِلِ، فَإِنِ اُقْلُ مَا يَمِّكُنَّ أَْنْ يُقَالُ عَلَى
وَصْفِ الْحَالَةِ المتأزمة حَالَةَ حَرْبِ أهْلِيَّةٍ وَعَدَمِ اِسْتِقْرَارٍ فِي
مِنْطَقَةِ الْأَزْمَاتِ وَهُوَ مَوْضُوعٌ يَعْمَلُ عَلَى الضَّغْطِ عَلَى
لِيبْيَا فِي اِتِّجَاهَاتٍ مُعَاكِسَةٍ لَمَّا يَجِبُ أَْنْ يَسُودُ فِيهَا
الْعَلَاَّقَاتِ الْغُيُرِ طَبِيعِيَّةَ بَيْنَ الدُّوَلِ الْعَالَمَ.
الْقُوَى الْمُتَنَازِعَةُ الْيَوْمَ فِي مَا بَيْنَهَا تُلَعِّبُ
بِسِيَاسَةِ " اللُّعَبَ بِالنَّارِ " وَتُوَجِّهُ لِيبِيًّا إِلَى
اِتِّجَاهَاتٍ مُعَاكِسَةٍ غَيْرَ قَابِلَةٍ إِلَى الْاِسْتِقْرَارِ الْأَمْنِيِّ
وَالْاِجْتِمَاعِيَّةِ مُبْتَعِدَةً عَنِ اِسْتَقَرَّا وَسَلَاَمٌ يَعْمَلُ عَلَى
مُنْتَهِزِيِّ الْفُرَصِ مِنَ الْاِسْتِفَادَةِ مِنَ الْأَوْضَاعِ السَّنِيَّةِ
فِي الْبِلَادِ.
عَلَاَّقَاتُ لِيبْيَا بَيْنَ الدُّوَلِ الْعَالِمَ يَجِبُ أَْنْ تَقُومُ
عَلَى أَسَاسِ الْاِسْتِثْمَارَاتِ النَّفْطِيَّةِ وَإِعَادَةِ أَعْمَارٍ
وَتَصْلِيحِ الْبِنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ عَلَى حَالَةِ اِسْتِقْرَارٍ وَسُلَّامٍ
وَهِي فُرَصُ يَجِبُ إِنْ تَأْخُذُ فِي الْاِعْتِبَارِ وَخُصُوصًا أَنَّ
الْعَالِمَ مُقْبِلٌ عَلَى طَلَبِ الطَّاقَةِ الْمُسْتَدَامَةَ وَانٍ تَوَرُّطِ
لِيبْيَا فِي عَمَلِيَّاتٍ عَسْكَرِيَّةٍ دَمَوِيَّةٍ تَعْمَلُ بِلَا شَكٍّ عَلَى
تَجَنُّبِ الْكَثِيرِ مِنَ الْاِسْتِمَارَاتُ الْخَارِجِيَّةُ.
عَلَى أَيِّ حَالِ تَعَامُلِ حُكُومَةِ الْوِفَاقِ الْوَطَنِيِّ مَعَ
الْمُشِيرِ خَلِيفَةَ حفتر يَجِبُ أَْنْ تَكُونُ عَلَى أَمْرِ وَاقِعِ وَتَفَاهُمِ
مَنِ اُجْلُ الْقَضِيَّةَ اللِّيبِيَّةَ بِصِفَةِ خَاصَّةٍ بِسَبَبِ "
حَالَةَ الْهَاوِيَةِ " الَّتِي فِيهَا لِيبِيًّا وَلَيْسَ بِسَبَبِ
مُمَارَسَةِ نُفُوذِ طَرَفٍ عَلَى الْأُخَرِ وَالرَّدْعِ ضِدَّ الْخَصْمِ وَمَنْ
تَجَنُّبِ الْعَاصِمَةِ اللِّيبِيَّةِ طَرَابُلُسَ الدَّمَارِ الْمُحْتَمَلِ.
يُشْكِلُ حَالَةُ شُعُورِ الْمُغَالَبَةِ عَلَى حَالَةِ شُعُورِ
الْكِبْرِيَاءِ الْوَطَنِيِّ اللِّيبِيِّ وَبَذَّالِكَ يُصْبِحُ الْقُرَّارُ
قُرَّارَ الْحَرْبِ وَالتَّهْلُكَةِ مَا يُجْبِرُ طَرَفٌ عَلَى مَزِيدٍ مِنَ
الْاِنْتِقَامِ مِنْ خَصْمِهِ وَيُصْبِحُ اُحْدُ الطَّرَفَيْنِ الْمُتَحَكِّمَ فِي
مَسِيرَةِ الدَّوْلَةِ اللِّيبِيَّةِ الْمَدَنِيَّةِ وَعَدَمِ تَوَاجُدِ فُرَصٍ
مِنْ تَقْديمِ تَنَازُلَاتِ الْمُؤْلِمَةِ.
وَلَكِنَّنَا نَرَى أَنَّ الظُّروفَ
مُخْتَلِفَةَ جِدَا عَنِ الْحُقْبَةِ السَّابِقَةِ مِنَ الْمُصَالَحَةِ
الْوَطَنِيِّ الشَّامِلَةِ بِسَبَبِ الْمُعَادَلَةِ الصِّفْرِيَّةِ الَّتِي
تُقَوِّدُهَا طَرَفِيُّ النِّزَاعِ عَلَى مُسْتَقْبَلِ لِيبْيَا عَلَى أَرَغْمٌ مِنَ
الْجُهُودِ الَّتِي بَذَلَتْ فِي السَّابِقِ عَنْ مُؤْتَمَرَاتٍ دَوْلِيَّةٍ فِي
عِدَّةِ دُوَلٍ مِنَ الْعَالَمِ.
لِذَالِكَ هُنَالِكَ الْكَثِيرِ مِنَ الْمُتَغَيِّرَاتِ الْجَدِيدَ
الَّتِي تَتَحَكَّمُ فِي الْقَضِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ مَا بَيْنَ السُّلَّمِ الْاِجْتِمَاعِيِّ
وَعَامِلِ الْمَصْلَحَةِ الْقَوْمِيَّةِ الَّتِي أَضْحَى بِمَثَابَةِ حَجَرِ
أَسَاسِ الزَّاوِيَةِ فِي عَلَاَّقَاتٍ أَبِنَاءَ الْأُمَّةِ اللِّيبِيَّةِ بَعْدَ
الْاِبْتِعَادِ مِنْ عَامِلِ الْأَيدِيُولُوجِيَّةِ السِّيَاسِيَّةِ الَّتِي
نَالَتْ بِالشَّعْبِ اللِّيبِيَّةِ الْكَوَارِثَ الْإِنْسَانِيَّةَ.
إِذَا اِسْتَطَاعَ الشَّعْبَ اللِّيبِيَّ أَنَّ يَسْتَبْدِلُ الصِّرَاعُ
الْمُسَلَّحُ الْقَائِمُ وَيَعْتَبِرُهُ عَدُوُّ الطَّرِفِينَ النِّزَاعِ وَمَنْ
جَعَلَ أَوَّلِيَاتُ الْعَمَلِ السِّيَاسِيِّ فِي تَطْوِيرِ الْاِقْتِصَادِ
الْوَطَنِيِّ اللِّيبِيِّ الَّذِي يَعْمَلُ عَلَى إِرْجَاعِ الْخُصُوصِيَّةِ
اللِّيبِيَّةِ مُمَارَسَةَ الْأَنْشِطَةِ الْاِقْتِصَادِيَّةِ بَدَلٌ مِنَ
الصِّرَاعِ حَوْلَ السُّلْطَةِ وَالثَّرْوَةِ وَالسِّلَاَحِ.
وَلَكِنَّنَا نَرَى أَنَّ الظُّروفَ
مُخْتَلِفَةَ جِدَا عَنِ الْحُقْبَةِ السَّابِقَةِ مِنَ الْمُصَالَحَةِ
الْوَطَنِيِّ الشَّامِلَةِ بِسَبَبِ الْمُعَادَلَةِ الصِّفْرِيَّةِ الَّتِي
تُقَوِّدُهَا طَرَفِيُّ النِّزَاعِ عَلَى مُسْتَقْبَلِ لِيبْيَا عَلَى أَرَغْمٌ
مِنَ الْجُهُودِ الَّتِي بَذَلَتْ فِي السَّابِقِ عَنْ مُؤْتَمَرَاتٍ دَوْلِيَّةٍ
فِي عِدَّةِ دُوَلٍ مِنَ الْعَالَمِ.
لِذَالِكَ هُنَالِكَ الْكَثِيرِ مِنَ الْمُتَغَيِّرَاتِ الْجَدِيدَ
الَّتِي تَتَحَكَّمُ فِي الْقَضِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ مَا بَيْنَ السُّلَّمِ
الْاِجْتِمَاعِيِّ وَعَامِلِ الْمَصْلَحَةِ الْقَوْمِيَّةِ الَّتِي أَضْحَى
بِمَثَابَةِ حَجَرِ أَسَاسِ الزَّاوِيَةِ فِي عَلَاَّقَاتٍ أَبِنَاءَ الْأُمَّةِ
اللِّيبِيَّةِ بَعْدَ الْاِبْتِعَادِ مِنْ عَامِلِ الْأَيدِيُولُوجِيَّةِ
السِّيَاسِيَّةِ الَّتِي نَالَتْ بِالشَّعْبِ اللِّيبِيَّةِ الْكَوَارِثَ
الْإِنْسَانِيَّةَ.
إِذَا اِسْتَطَاعَ الشَّعْبَ اللِّيبِيَّ أَنَّ يَسْتَبْدِلُ الصِّرَاعُ
الْمُسَلَّحُ الْقَائِمُ وَيَعْتَبِرُهُ عَدُوُّ الطَّرِفِينَ النِّزَاعِ وَمَنْ
جَعَلَ أَوَّلِيَاتُ الْعَمَلِ السِّيَاسِيِّ فِي تَطْوِيرِ الْاِقْتِصَادِ
الْوَطَنِيِّ اللِّيبِيِّ الَّذِي يَعْمَلُ عَلَى إِرْجَاعِ الْخُصُوصِيَّةِ
اللِّيبِيَّةِ مُمَارَسَةَ الْأَنْشِطَةِ الْاِقْتِصَادِيَّةِ بَدَلٌ مِنَ
الصِّرَاعِ.
بِقَلَمِ / رَمْزَي حَلِيمُ مفراكس
Comments
Post a Comment