Skip to main content
اكتساب الدينار القيمة عند الاستخدام التجاري



منذ بداية تاريخ البشرية في المعاملات والتبادلات التجارية تعتمد الدول الطرائق المختلفة، التي كانت منها على شكل التعامل التجاري بالمقايضة ومنها بقطع صغيرة من المعادن النفيسة من الذهب والفضة.

العملة الورقية أصبحت تستخدم كوسيط في المعاملات التجارية التي كانت لها غطا الذهب والفضة الى أن أصبحت العملة النقدية المتداولة اليوم ليس لها التغطية الذهبية أو الفضية بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية رفع الربط الذهب والدولار في عام 1972 .

اليوم الاقتصاد  يتوجه الى الرقمية الالكترونية، اقتصاد متوجه الى مستقبل اختفاء جميع العملات الورقية المتداولة في اقتصاديات العالم في جميع المعاملات التجاري الالكتروني ليصبح اقتصاد العالم مربوط  بأرقام الكترونية عبر المنظومة العالمية المالية.

النقد أو العملة بالدينار الليبي المتداولة اليوم أوجدتها سلطة مصرف ليبيا المركزي مع التنسيق بالخزانة الليبية، بإصدار العملة الليبية  تسيطر على ما لديها من الكتلة النقدية وطرحها في الاقتصاد الوطني الليبي تسمى المنطقة النقدية.

يعاني الدينار الليبي من انخفاض في القيمة ويتعافي الدولار الأمريكي،  منا ما يستعجب وتستغرب في بعض الأحيان من ارتفاع وهبوط الدينار الليبي أمام الدولار الأمريكي أو أمام العملات الدولية الأخرى من مثل اليورو والجنية الإسترليني واستشراف مسببات ذالك الهبوط والارتفاع.

نعود ونقول لكل دولة لها منطقتها النقدية وتربط تلك المنطقة النقدية بالثقة بسلطة قائمة في التعامل بقيمة معينة يتم تبادلها مقابل السلع والخدمات والعملات الأخرى الأصغر والأكبر من نقس البلاد أو من عملات بلاد أخرى الورقية منها والمعدنية.

ويتعامل الدينار الليبي في هذا المضمار مع الدولار الأمريكي في الأسواق الموازية (السوق السوداء) بارتفاع أو بانخفاض، مؤشرا بأن الدولار مقياس سعر الصرف مقابل الدينار الليبي من 4.500 الى 6.500 تم الى 5.500 للدولار الواحد.

نعيد الآن الى تحديد قيمة العملة الليبية التي ترجع الى المؤسسة التي أصدرتها هو مصرف ليبيا المركزي على أن يكون مصرف ليبيا قادرة بالإيفاء بالتزاماته وفقا للسعر المعلن مقابل العملات الأخرى وخصوصا المرجعية منها كالدولار و اليورو والإسترليني.

الفرق بين الدولار والعملة المحلية الوطنية، عادة أن العملة المحلية لا يكمن تداولها في خارج منطقتها ولكن الدولار يتعامل به في جميع دول العالم، ومن مصدر التداول تقوم الأسواق الموازية بالنيابة بعملية المرجعية عن مصرف ليبيا المركزي في تلبية المواطن الليبي الراغب شراء العملات الأجنبية منها بأسعار جذابة للبائع.

ليبيا تعتمد على الاستيراد في الكثير من الأشياء من دول مختلفة ويقوموا تجار الأسواق الموازية  تلبية حاجيات التجار بالعملة الصعبة من مثل الدولار الأمريكي القادر على توفير الطلب في الأسواق المالية.

ينهار الدينار الليبي في حالة انتهى الاحتياطيات من العملات الأجنبية لدى الخزانة الليبية، الذي مصدرها بنحو 90% من أرادت البترول دولار الأمريكي كما كان الحال في الماضي لاعتماد ليبيا وبشكل كبير على الدولار الأمريكي في تغطية حاجياتها.

وبما أن الدولار الأمريكي مكتسب الثقة الكاملة من الأسواق المالية، فأننا نستبد في هذه الفترة القادمة من انهيار الكلي للدولار الأمريكي أما الدينار الليبي بل بالعكس انهيار الدينار الليبي أصبح واقعيا!

إن معظم دول العالم مرتبطة بالدولار وقليلا بالإسترليني كما هو الحال عليه الدينار الليبي بموجب اعتماد الخزانة الليبية الكامل البترول دولار الأمريكي، وهذا كان إنهاء نظام العقيد معمر القذافي في محاولة منه اعتماد الدينار الليبي الذهبي في التداول بين دول افريقيا.

اليوم الدولار الأمريكي متداول في جميع أنحاء ليبيا، منها المصارف وخارجها ومن يمتلك الدولار الأمريكي يستطيع أن يكون له التداول في الأنشطة التجارية العالمية ولن يكون السعر الصرف في القريب العاجل بسعر 3.900 دينار للدولار الواحد إلا بعد إجراء الإصلاحات الاقتصادية الكاملة للنظام الاقتصادي الليبي.

المسؤولية تقع على مصرف ليبيا المركزي بالتنسيق مع الخزانة الليبية في رفع قيمة الدينار الليبي كما كان عليه الجنية الليبي المتداول في الاقتصاد الليبي في عهد المملكة الليبية، العوامل السياسية والحرب الاقتصادية هي من آليات المضاربات مما يدفع بالدولة الليبية نحو حافة الانهيار الاقتصادي

النظام النقدي الليبية هو نظام السلة النقدية الذي يربط الدينار، العملة الوطنية الليبية بعملة مرجعية وهناك سلة الدولار والجنية الإسترليني و اليورو والين الياباني لتقوم الدولة الليبية بربط عملتها بعملة معية أو وضعه بسلة  معينة كالدولار الأمريكي، فعدما نقول أن الدينار ارتفع الحقيقية أن الدينار لم يرتفع ولكن الدولار تم تخفيضه ولان العالم كله مرتبط بالدولار الأمريكي.

تعتبر السلة الليبية معتمدة اعتماد كلية على الدولار الأمريكي في المعاملات التجارية الخارجية، و تتحكم بالسوق واحتفاظ الحكومة الأمريكية بحقها مع مؤسسات أخرى بتحديد أسعار القائدة وطبعا هذه الأسعار تؤثر في سعر العملة سلبا وإيجابا ولكن لازال لدى الولايات المتحدة الأمريكية اكبر احتياطي ذهب في العالم يساعدها على التحكم  بسعر الدولار وإضافة القوى السياسية والعسكرية في العالم اجمع.

ليبيا في تراجع نمو اقتصادي مع تراجع في العملة المحلية الدينار الليبي منذ التحول الاشتراكي في البلاد والتأمينات للشركات النفطية الأجنبية التي كانت تعمل في ليبيا، والتامين لم ينجى منه القطاع الخاص في ليبيا في فترة التحول الاشتراكي في فترة السبعينات من العقود الماضية.

إن مواجهة التحديات تعمل على تجنب ليبيا الخسارة وتساعد السلطات المالية والنقدية مواجهة الانحدار الاقتصادي  الليبي  بإجراءات عديدة تهدف الى تحرير الاقتصاد من قبضة الدولة الليبية ودعم الدينار الليبي وضمان إدارة أفضل للسيولة في البلاد.

تحديات تعمل على إعادة تحدد القيمة المضمونة بحكم القانون الليبي من قبل مصرف ليبيا المركزي والتي تكمن في الإصلاحات الاقتصادية الداخلية وفي مقدمتها العوامل الاقتصادية بجانب العوامل السياسية والعسكرية التي أصبحت منقسمة على بعضها بين الشرق والغرب.

ليبيا لها الثورات الطبيعية واحتياطات طبيعية منا الغاز والنفط والمعادن وغيرها من المعادن النفيسة وبشكل شامل تعمل تلك الموارد الطبيعية كأصول في الخزانة الليبية ومصادر تتم فيها مسار التكشف على قيمة وقوة العملة الليبية ثم الى حجم النهضة الاقتصادية الشاملة في البلاد.

بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس
رجل أعمال – كاتب ومحلل سياسي واقتصادي ليبي
مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية






Comments

Popular posts from this blog

انسداد السياسة والخروج عن النظام الدستوري الليبي نلاحظ بشكل متزايد أن الأمن في المنطقة الغربية من ليبيا ظل كما هو عليه متقلب بوجود التشكيلات المسلحة الليبية التي تعمل على إعاقة التطور السياسي والأمني، وهذا لتعدد المليشيات والكتائب المسلحة منها ثوار طرابلس والقيادة الوسطى وكتيبة أبو سليم المتحالفة مع مصرانه واللواء السابع من ترهونة. أوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في تدهور من ناحية الاستقرار السياسي، عندما نتكلم عن الحالة التي تدار في ليبيا ومن ناحية الخيارات والتحليل المتواجدة لدينا من تكشف المشكل  للحالة الليبية في غياب النظام الدستوري الليبي. واليوم نحن نتجادل في الرأي الأصلح أو الأفضل في كلام مسطر وجميل من العودة إلى الدستورية الملكية حتى يكون لنا بداية في الحفاظ على ما أنجز في عهد الإباء والأجداد  وتكون لنا خطوات سياسية مشابها لهم من إعادة التقييم والتعديل في المسار الدستوري. وعندما نرى سيدات ليبيا تطالب إنقاذ ليبيا والعودة إلى النظام الملكي للحكم في ليبيا نقول إن ذالك خيار من خيارات الشعب الليبي حملت شعار " سيدات ليبيا لإنقاذ الوطن " مقترح المقدم للحل في...
ليبيا: المجتمع الدولي يمهد الى فشل حكومة الوفاق الوطني     لقد شهدت المليشيات المتمردة على حكومة فايز السراج، بما في ذالك اللواء السابع من ترهونة محاولة منها للوصول الى طرابلس العاصمة الليبية وكسر الهدنة الهشة التي تلت مؤتمر باريس في مايو الماضي عن خطة تتلخص في حل الأزمة الليبية. هذا وان العمليات المسلحة في العاصمة الليبية تعتبر تصعيدا جديدا من أعمال العنف بين الفصائل المتناحرة على السلطة والثورة في البلاد، ولا يكمن وقف هذا التصعيد بأبعاد المقاتلين الإسلاميين عن المشهد السياسي في ليبيا ومن ضمان وجدهم في الساحة السياسية وطرف مهم في المعادلة السياسية الليبية. لكن هناك مجموعات تشمل بعض الأشخاص الذين قاتلوا خارج ليبيا ثم عادوا الى للقتال في الداخل، أشخاص تقيم علاقات وصلات مهمة مع التنظيمات العالمية، منها تنظيم "الدولة الإسلامية"  وهم يستغلون ضعف أداء الدولة الليبية التي تنقسم على نفسها الى تشطرين في الغرب والشرق. عند غياب الدبلوماسية الليبية الفعالة نحو توحيد شرطيين البلاد وتوحيد المؤسسات المالية والسياسية الليبية، يمكن القول أن المجتمع الدولي اخفض في تمكين...
التَّفَوُّقُ اللِّيبِيُّ وَالنَّزْعَةُ الْاِسْتِغْلَاَلِيَّةُ اعرف أنني لم استطيع التوقف عن الكتابة والوقت لا يزال مبكرا للقول بأن هناك ملامح عهد جديد لدولة الليبية التي بدأت تتشكل بالتفوق الليبي مع التفوق التونسي عند المفارقات والأحداث التي تشهدها دول الربيع العربي. لكن ذلك لن يمنعنا من القول بأن هناك كثير من إشارات إيجابية وقليل من إشارات سلبية تتسم بالنزعة الاستغلالية لتأخير الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا. وحتى نستوعب التغير في ليبيا كان يجب علينا أن نشعر بالتفوق الليبي بعد الغموض والضبابية من التحول الديمقراطي السلمي الذي يحاط بينا من مختلف أنواعه وعدم الاستماع إلى من يؤجج للفتن والمزيد من الحرب والاقتتال والابتعاد عن شرف الصلاحيات اللازمة للممارسة العمل الوطني. الأمر الذي يفتح على ليبيا الأبواب على مصراعيها أمام الكثير من المفاجآت مع الانطباع السريع الذي يمكن الدولة الليبية أن تخرج من المعضلة التي دور حول الفراغ السياسي المعروف ونشل ليبيا من الدوامة التي هي فيها. اليوم تونس تنطلق منها الحملة الانتخابية الرئاسية وليس لها أي من المشاهد الضبابية في ضر...