Skip to main content
! استفادة ليبيا من وجود التحالف الاستراتيجي في الشرق الأوسط



منذ إن وجد الصراع السياسي الليبي حول السلطة، وبعد ما سقط النظام الجماهيرية السابق مباشرة، كانت الأزمات على ليبيا متعاقبة ومتلاحقة تكاد سؤ الأمور الداخلية تهدد امن واستقرار الدول المجاورة، بل أصبحت ليبيا تعدد محيطها الإقليمي بالكامل.
ورغم من تعدد المبادرات السياسية في حل النزاعات الداخلية في ليبيا، لم تنجح الجهود الساعية الى خروج ليبيا من عنق الأزمات الخانقة سياسيا واقتصاديا وماليا، ذالك في ضل غياب استقرار الدولة المؤسساتية الليبية لتناول الملف الداخلي بكل جديدة وفاعلية بالأداء السياسي المنظم والمحكم.
العالم اليوم يتجه نحو نهجا جديدا في الشرق الأوسط مع بروز تحالف استراتيجي عربي في الشرق الأوسط ، حلف يتكون من مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية لدعم الحرية والاستقرار في المنطقة.
لكن الكثير منا يحاول أن يرمي الى فك اللغز وكسر قيود الأزمة التي تشاهدها ليبيا في كل يوم بوجود تحالف جديد يربط  الصراع الليبي بحلف استراتجي إقليمي مع الأردن ودول عربية.
وحدة شمل الأطياف الليبية هي التي من شأنها أن تقود ليبيا بوحدة التراب والدولة المؤسساتية الليبية مستعينا بثرواتها الطبيعية وأرضية ليبيا الخصبة القابلة أن تتعامل مع الدول العربية الإقليمية بالكنوز النفطية الهائلة التي تمكن الشعب الليبي من استئناف دوره الفعال في القارة الإفريقية والمحيط العربي مرة أخرى.
ليبيا لها القدرة والثروات الطبيعية على تسديد جميع احتياجاتها المعيشية وفك لعز التناقض السياسي الذي يجري على الساحة السياسية الليبية من انقسامات في هياكل الدولة المؤسساتية الليبية نتيجة للصراعات السياسية الغير مبررة لترفع مستوى الدخل الفرد في ليبيا.
الحلف "الناتو العربي" يكشف لنا طريق أزمات الدول الخليج العربي، علاوة على أن الأردن ومصر العربية دولتان خارج مجلس التعاون الخليجي يتعاملان مع علمية تحالف من اجل محاربة الإرهاب التي تعاني منها الدول العربية من السنة المشارقة.
لكن حقيقة الأمر أن ليبيا لم تكن يوما حديثة الأزمات بل كانت ولا تزال تسيطر عليها الأطماع الأجنبية والداخلية في محاولة منهم رفع شعار "النفط مقابل الغذاء" الذي يعكس مدى تدهور الأمور في ليبيا و من الأطماع الخارجية على ليبيا.
بينما تتصارع مخيلات المحليين السياسيين المخضرمين لمعرفة أهمية وجود التحالف العربي الاستراتيجي وانعكاس أهمية المشكلة الليبية وملابسات الأحداث التي تصاعدت في العاصمة الليبية طرابلس في الفترة الأخيرة من المليشيات المتناحرة.
يبدو لنا أن "حلف الناتو العربي" الذي كشف عنه الرئيس دونالد ترامب عازمة على المحافظة على المصالح الإستراتيجية في المنطقة العربية من تدفق النفط والحصول عليه بأقل الأسعار.
لكن الدافع الرئيسي لليبيا أن يكون حول استقرار ليبيا سياسيا قبل ما يكون اقتصاديا حتى تنعم ليبيا مرة أخرى بثورتها النفطية والغازية الطبيعية، وهذا يكمن في مصلحة ليبيا مع الدولة التي تعمل على إقامة التحالف الاستراتيجي العربي.
ليبيا تمر أمام إشكاليات ومعوقات داخلية وصراع على السلطة الذي لم تنبثق من أساس الدستورية الشرعية الليبية، يعود خطرها الى تعدد الأجسام السياسية والحزبية التي عمدت على إبقاء دولة المؤسسات الوطنية الليبية في صراع  مستمر دون التداول السلمي للسلطة.
بداء فكرة عمليات الناتو العربي يتبلور وتنتقل الى القارة الإفريقية بمقترحات وأفكار تكرر حول ميدان التطبيق وليبيا ليس بعيدة عن ذالك التطبيق من وجود عضو فعال تتمثل في دول مصر العربية التي تعتبر احد الدول المهمة في الناتو العربي والجارة الى ليبيا من الناحية الشرقية.
كذالك إنني اسعي حثيثا على التوضيح بمجريات الأحداث وأشارت مني الى الطريق المناسب وكيفية الخروج في ما وقعت فيها ليبيا من أخطاء وممارسات خاطئة بعد ثورة السابع عشر من فبراير لعام 2011 التي أدت الى أزالت النظام الجماهيرية السابق وأوجدت الفوضى في كل ركن من أركان الدولة الليبية.
ليبيا اليوم لا تستطيع الوقوف بمفردها لمواجهة الفوضى الداخلية، مما قد يساعد الحكومات الجديدة تبني رؤية ثاقبة وجيدة في التعامل مع الوضع الداخلي والإقليمي حد كبير من أنقاض الشعب الليبي وتجنب نفس غفلت التورط في أزمات خانقة لم تختلف عن غيرها من الدول العربية المجاورة.
الحلف الجديد ينطلق فيها التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط (الناتو العربي) على غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو الغربي) لتكون له أهداف تفصيلية متعلقة بالتحالف الإقليمي مع مجلس التعاون الخليجي من السعودية والإمارات والبحرين ومصر وعمان .
النتائج كانت على قمة الرياض التي عقدت في المملكة العربية السعودية في مايو من عام 2017، مع اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية ومجلس التعاون الخليجي على يجتمعوا بشكل سنوي في محاربة الإرهاب والتطرف المستشري في المنطقة الخليج العربي.
ليبيا اليوم تواجه مشكلات الإقليم العربي من عدم احترام حقوق الإنسان، وذالك في تكاثر الجماعات المسلحة والمليشيات الليبية التي دخلت الى ليبيا من الخارج وشكلت قوى إرهابية لم تكن باستطاعة الحكومات الليبية من الشرق ولا من الغرب التصدي لها.
وحتى تتخلص ليبيا من الحالة المزرية التي تشهدها البلاد والمنطقة العربية يصفه عامة، كان لابد من ضرورة العمل بالتعاون الكامل مع الدول العربية والإقليمي على مكافحة هذه الحالة المزرية التي تعيشها المنطقة بأسرها، فلن تتسم ليبيا بالاستقرار السياسي والاقتصادي جراء الفوضى حتى تعود الوحدة الوطنية الليبية المتكاملة.
بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس
رجل أعمال – كاتب ومحلل سياسي واقتصادي ليبي

مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية

Comments

Popular posts from this blog

انسداد السياسة والخروج عن النظام الدستوري الليبي نلاحظ بشكل متزايد أن الأمن في المنطقة الغربية من ليبيا ظل كما هو عليه متقلب بوجود التشكيلات المسلحة الليبية التي تعمل على إعاقة التطور السياسي والأمني، وهذا لتعدد المليشيات والكتائب المسلحة منها ثوار طرابلس والقيادة الوسطى وكتيبة أبو سليم المتحالفة مع مصرانه واللواء السابع من ترهونة. أوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في تدهور من ناحية الاستقرار السياسي، عندما نتكلم عن الحالة التي تدار في ليبيا ومن ناحية الخيارات والتحليل المتواجدة لدينا من تكشف المشكل  للحالة الليبية في غياب النظام الدستوري الليبي. واليوم نحن نتجادل في الرأي الأصلح أو الأفضل في كلام مسطر وجميل من العودة إلى الدستورية الملكية حتى يكون لنا بداية في الحفاظ على ما أنجز في عهد الإباء والأجداد  وتكون لنا خطوات سياسية مشابها لهم من إعادة التقييم والتعديل في المسار الدستوري. وعندما نرى سيدات ليبيا تطالب إنقاذ ليبيا والعودة إلى النظام الملكي للحكم في ليبيا نقول إن ذالك خيار من خيارات الشعب الليبي حملت شعار " سيدات ليبيا لإنقاذ الوطن " مقترح المقدم للحل في...
  Libya : when the two axes converge ... Political developments and the new political scene at the transitional stage of transition   Libya: when the two axes converge There is no way to depart from the formulas of change in the Libyan political agreement without taking into account the adherence to the fundamentals of the Moroccan Skhirat agreement and make all the amendments necessary because it is a major source of entry to a new Libyan political consensus that works on the consensual approach of all Libyan political parties. The conflicting political parties have the utmost interest in the stability of the Libyan state, with the presence of opponents of blocs West and East of Libya to work on the completion of the roadmap, which was written by Macron in Paris under the auspices of French President Emmanuel. Libya's interest in this new political scene, which provides for the activation and unification of the Libyan national institutions and the holding o...
The parties agree that they do not agree... The conditions of the Libyan capital are serious It seems that the Libyan public was shocked after the confrontation of the Libyan militia and the search for security arrangements in  Tripoli  to freeze the movement of forces and the agreement of the Libyan parties to agree that they do not agree. This is the case of the military conflict, which has doubled every time, as well as the lack of monitoring and stabilization of the cease-fire, which has increased the weakness of the international equation to protect the capabilities of the Libyan state. How did this and the announcement of the United Nations Support Mission in Libya did not succeed in obtaining the agreement between the parties participating in the meeting of the Libyan city of Zawia, to develop a plan for the withdrawal of militias from political sites and vital installations and the replacement of regular forces? But the seventh brigade in Tarhona co...