Skip to main content

 الاستثمارات بالخارج والداخل .. صراع القوى بالأموال الليبية  


رأيت في بعض الدراسات التي ترمي حول أهمية الاستثمارات الليبية بالخارج والداخل، ولكن لا نغضب أبدا حين نرى أن الاستثمارات الليبية كانت عديمة الجدوى والفائدة من حيث العوائد المالية ومن حيث الاستفادة منها في التنمية الاقتصادية الليبية الشاملة.

أن حدود الاستثمارات الليبية أصبحت اليوم مفتوحة للجميع لمن يرغب في الاستفادة من الأموال الليبية الطائلة التي كانت في أساسها استثمارات لينعم بها الشعب الليبي من موارد ليبيا الطبيعية، وان لا سيادة لهذا الوطن بين الأمم العالم حين يراء الشعب الليبي، أن الوطن استبيحت أمواله المبعثرة بين دول العالم بدون رقيب ولا حسيب.

وعندما نقول للذين لا يرحمون الشعب الليبي في قوته اليومي، أنها علامات وغرائب الزمن وعجائب الدنيا عندما تتحول دولة نفطية بخيراتها الطبيعية الى دولة يعيش فيها الشعب تحت خط الفقر.

حالة إنسانية من حالات التي في أساسها وجد القانون العالمي أو النظريات الاجتماعية التي تحكم  بوجود العلاقات الثابتة بين ظواهر الفاسد المستشرية في العالم ولصوص العصر الحديث.

لا نريد تكرار الكلمات الجوفاء التي ليس لها مكانة بيننا اليوم والتي تقول بأن الشعب الليبي كان في إمكانه أن يعيش بالثروات الطائلة في دولة تعتبر من أغنى دول العالم بأمن وسلام واستقرار ولكن المشكلة والمعضلة تقع الى عاتق صراع القوى بالأموال الليبية المغتصبة.

لقد بداءت رحلة ليبيا بالاستثمارات الليبية في الداخل ثم الى الخارج عندما أخرجت موارد ليبيا الطبيعية من تحت  أرضيها، لتسهم في تنمية البلاد اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا بأسرها ولتبلغ أرصدتها المالية في مصرف ليبيا المركزي والمصارف التجارية في الخارج الى المليارات الدولارات.

لهذا الوطن من المفسدين الكبار، يتولوا المناصب العليا في الدولة الليبية سواء في الداخل أو الخارج ولديهم الصلاحيات القانونية ما يخولهم ممارسة أعمالهم الغير مشروعة تحت ستار وغطاء الأعمال السيادية الليبية.

شرعة ليبيا في السبعينيات الى ببرامج الخطط الرباعية والخماسية وركزت في البداية على استثمار الأموال الليبية داخل اقتصاد ليبيا لتجنب المخاوف والمشاكل من الجانب الاقتصادي والاجتماعي ومن بينها كانت لدى ليبيا حقيقة واقعية من وجود اقتصاد مزدوج يعمل على التنمية الاقتصادية بين القطاعين، القطاع العام والخاص.

لكن خطوات البحث في الفاسد المالي يرجع بالدرجة الأولى الى فساد الأشخاص منذ فترة السبعينات والثمانيات   من الزمن الماضي، ليبيا استثمرت أموالها النفطية داخل الدولة الليبية في القطاع العام وفي الأسواق  والمؤسسات الحكومية العامة فما كانت حصيلة استثماراتها الداخلية إلا أن نهبت وسرقت ثم شبت واقتدت فيها حرائق النار لا خفاء ما سرق ونهب من الأسواق العامة.

وانتقلت ليبيا باستثماراتها الى الخارج تجنبا الى الأخطاء في استثماراتها داخلية فكان طريق الخطاء فادح وفاحش عندما أسست المصرف العربي الخارجي المملوك بالكامل لمصرف ليبيا المركزي لعام 1972 ليتولى المعاملات المالية والاستثمارية، مع إنشاء الشركة الليبية للاستثمار الخارجي (لافييك) ووضعت فيها خطط اقتصادية من مبالغ هائلة من أموال النفط الليبي.

ليبيا تمتلك الكثير من الشركات العالمية لاستثمارات النفطية تحت مسميات كثيرة تدار كلها تحت وطيدة من رجال أعمال والمصرفيين الكبار والسياسيين في العالم العربي والإفريقي والغربي ولا يعرف احد وجه الدقة من تحديد ممتلكات ليبيا المالية خارج ليبيا.

لم نرى حتى يومنا هذا من حصر الأموال المستثمرة الليبية  وإسرار  من المجلس الأمن للأمم المتحدة بمطالبة تشكيل لجنة لحصر أموال واستثمارات ليبيا الخارجية، ولا حتى حكومة الوفاق الوطني من تشكيل لجنة حصر ووضع مانع للحدود لسيادة الوطنية في أموال ليبيا.

لكن حكومة الوفاق الوطني اكتفت بطلب تكليف مجلس الأمن للأمم المتحدة تشكيل لجنة مراجعة حسابات مصرف ليبيا المركزي في طرابلس والبيضاء وطلب توحيد المؤسسات المالية الليبية، لكن هذا الأمر قد يعرض ليبيا الى المسائل القانونية ومؤ سألت المسؤولين في الدولة الليبية عن الفساد المالي الليبي.

لكن وبحسب تقرير ديوان المحاسبة وهيئة الرقابة الإدارية المشترك التي  قدرت إجمالي الاستثمارات الليبية في الخارج بنحو 196.7 مليار دولار أمريكي، وهي استثمارات ليبية عالية المخاطر من نواحي عدة منها اختلاسات في الأرباح.

لا شك في أن حالة ليبيا  تشهد انعدام في التخطيط وهي عبارة عن عملية تنظيم وإعادة الدولة الليبية كائن من بين ما يحب أن يكون في الموازنة بين الشرق والغرب الليبي وما تمللك ليبيا وتستطيع من اكتشاف موقعها الاستراتيجي بين دول العالم في النهضة الاقتصادية الشاملة قبل فوات الأوان.

بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس

رجل أعمال ليبي مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية

Comments

Popular posts from this blog

انسداد السياسة والخروج عن النظام الدستوري الليبي نلاحظ بشكل متزايد أن الأمن في المنطقة الغربية من ليبيا ظل كما هو عليه متقلب بوجود التشكيلات المسلحة الليبية التي تعمل على إعاقة التطور السياسي والأمني، وهذا لتعدد المليشيات والكتائب المسلحة منها ثوار طرابلس والقيادة الوسطى وكتيبة أبو سليم المتحالفة مع مصرانه واللواء السابع من ترهونة. أوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في تدهور من ناحية الاستقرار السياسي، عندما نتكلم عن الحالة التي تدار في ليبيا ومن ناحية الخيارات والتحليل المتواجدة لدينا من تكشف المشكل  للحالة الليبية في غياب النظام الدستوري الليبي. واليوم نحن نتجادل في الرأي الأصلح أو الأفضل في كلام مسطر وجميل من العودة إلى الدستورية الملكية حتى يكون لنا بداية في الحفاظ على ما أنجز في عهد الإباء والأجداد  وتكون لنا خطوات سياسية مشابها لهم من إعادة التقييم والتعديل في المسار الدستوري. وعندما نرى سيدات ليبيا تطالب إنقاذ ليبيا والعودة إلى النظام الملكي للحكم في ليبيا نقول إن ذالك خيار من خيارات الشعب الليبي حملت شعار " سيدات ليبيا لإنقاذ الوطن " مقترح المقدم للحل في...
السادة والسيدات الكرام  إصدارات  ميادين لنشر: قصيدة طرابلس –  نوري الكيخيا – ليبيا في مهب الربيع العربي – محمد صدقي ذهني -  أول مذيعة تلفزيون ليبية – بين الأمل والألم * ألف داحس وليلة غبراء – ليبيا الدينار والدولار الكتب تجدونها في مكتبة فكرة بسيتي ستار بمدينة نصر بالقاهرة وتجدونها أيضا بكشك بيع الصحف والكتب بالزمالك شارع ٢٦ يوليو تقاطع شارع البرازيل أمام اتصالات . الكتب الآن بالإسكندرية بمول سان استفانو وبالأكشاك بمحطة الرمل . الكتب بمعرض الكتاب القاهرة ابتدأ من23   يناير وحتى 5  فبراير 2019 قريبا ببنغازي وطرابلس وتونس
Libya : a stalemate, a deadlock, and a consensus stalemate It seems to me that our experiences from various political backgrounds, intellectual references, and professional streams have not qualified to be able to take initiatives at an inclusive forum to avoid further divisions in the Libyan society and to end the havoc of civil war that has burned green and made into ruins.  We are talking today about the advanced military forces from the east to the west of Libya , which was stationed on the outskirts of the Libyan capital of Tripoli . We say that if no, the military forces did not respond to what happened, and we all described the initiative of Mr. Ghassan Salama, the UN Special Envoy to Libya . But it seems that the ships were not heading as they were drawn towards the National Forum, the whole UN initiative in its content three stages working to cross the Libyan state and facilitate the stability to see that victory and then attributed fragmentation. Thin...