Skip to main content
ليبيا ليست جاهزة للحكم الديمقراطي .. بموجب الظروف الأمنية !

صحيح أن ليبيا تستعد لانتخابات قادمة هذا العام، في ظل فشل النخب السياسية على حكم البلاد لتميز نفسها كنخب سياسية غير متفقه ومتماسكة الرؤى الواضحة بخصوص العملية السياسية والأمنية من أجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تشريعية قبل أن يكون هنالك اتفاق ومسار واضح بين جميع الأطراف.

عجزا كاملا من النخب السياسية عن طرح فكر سياسي وبرامج، أو مشروع وطني موحد، يخاطب فيها قضايا بناء دولة ليبيا المستقبل، لدولة ليبيا الآمنة في خطاب سياسي وطني يرقى بحياة المواطنة الليبية.

نظاما سياسيا ديمقراطيا متهالك فيه غياب الصرح الأمني، تارك فجوة أمينة بينه وبين الشعب ليعم الفساد والفوضى والقتل والتفجير فتتدحرج ليبيا الى الاغتيالات في شرقيها وغربيها وجنوبيها فترك لنا حالة من الحزن.

الفوضى الأمنية تسببت في انفجار سيارتان مفخختان عند مسجد بيعة الرضوان في مدينة بنغازي بعد خروج المصلين من المسجد لتصيب عدد من القتلى والجرحى من بينهم آمر قوة التحري والقبض الشهيد أحمد الفيتوري وآمر في  وحدة المخابرات الليبية والشهيد العميد المهدي عبد العزيز الفلاح.

قبل انفجار بنغازي كان هناك اشتباكات في العاصمة الليبية طرابلس التي خلفت حوالي أحدى عشر قتيلا مما أوقفت العاصمة جميع الرحلات الجوية من والى مطار معيتيقة خلال الأسبوع الماضي. 

إنها الضرورة الأمنية التي يجب علينا أن نرها وتعرفها ونمكنها في البلاد ورغبت المجتمع الليبي في دست العمل بها، بحيث تمكن للدولة الليبية من وضع ضوابط ومعاير أمنية يسهل معها أعمال مبدأ التغير والمحاسبة ومبدأ التداول السلمي الديمقراطي للسلطة وممارسة الحكم الرشيد.

لكن اليوم، وفي هذه الظروف الغير الأمنية يصعب علينا توجيه أصابع الاتهام الى من يعملون على زعزعة استقرار وامن ليبيا، اليوم يضيق علينا الأفق، مثلما يهف الى فضح ستار الجهل على الذين يتحركون وراء الستار في زعزعة امن واستقرار ليبيا وكشف أجنداتهم الخالية من هموم الناس في حياتهم المعيشية السيئة يوما بعد يوم.

نحن نطرح تساؤلات عن مدى اكتمال العملية الدستورية والمرحلة الانتقالية الوطنية بمعناه الأمني التي ترسم لشعبنا الليبي وللحكومات الليبية المتعاقبة خطط سير لا نحيد عنها، بمعنى الاحتجاج والرفض لما آلة عليه ليبيا من فوضى أمنية.

ليبيا انتشرت فيها جماعات تريد نشر وتفاسير أفكارها بقوة الإكراه لتغير رؤية المجتمع الليبي الذي يمارس فيها عادات وتقاليد اجتماعية إسلامية فطرية فلن يحيد عنها، البعض منا يقول إن منهم جماعات سلفية و جماعات المداخلة و جماعة الأخوان المسلمين والقاعدة، جماعات إسلامية متعصبة تسيطر على المساجد الليبية لتحقق بها أهدافها مع تحالفهم بمن هم في السلطة الليبية.

معضلة ليبيا الأمنية لا يمكن فصلها عن باقي الدول العربية وخصوصا الجارة المحيطة بها التي تمثل امتداد لما يجري في الدول العربية الشقيقة، التي تقوم بجهود ناجحة في أحلال الأمن والسلام في البلاد والتي مزقتها الحرب الأهلية ودمرتها الفوضى الأمنية منذ سقوط النظام السابق من عام 2011.

الصراع الداخلي على السلطة بين التيارات الموجودة على الساحة السياسية عند غياب القانون والدستور والأمن   يجعل من ليبيا في مستنقع الفوضى الأمنية العارمة، وحتى يتحقق الأمن في ليبيا لن يكون هناك ممارسات ديمقراطية  صحيحة في البلاد.


بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس 

Comments

Popular posts from this blog

انسداد السياسة والخروج عن النظام الدستوري الليبي نلاحظ بشكل متزايد أن الأمن في المنطقة الغربية من ليبيا ظل كما هو عليه متقلب بوجود التشكيلات المسلحة الليبية التي تعمل على إعاقة التطور السياسي والأمني، وهذا لتعدد المليشيات والكتائب المسلحة منها ثوار طرابلس والقيادة الوسطى وكتيبة أبو سليم المتحالفة مع مصرانه واللواء السابع من ترهونة. أوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في تدهور من ناحية الاستقرار السياسي، عندما نتكلم عن الحالة التي تدار في ليبيا ومن ناحية الخيارات والتحليل المتواجدة لدينا من تكشف المشكل  للحالة الليبية في غياب النظام الدستوري الليبي. واليوم نحن نتجادل في الرأي الأصلح أو الأفضل في كلام مسطر وجميل من العودة إلى الدستورية الملكية حتى يكون لنا بداية في الحفاظ على ما أنجز في عهد الإباء والأجداد  وتكون لنا خطوات سياسية مشابها لهم من إعادة التقييم والتعديل في المسار الدستوري. وعندما نرى سيدات ليبيا تطالب إنقاذ ليبيا والعودة إلى النظام الملكي للحكم في ليبيا نقول إن ذالك خيار من خيارات الشعب الليبي حملت شعار " سيدات ليبيا لإنقاذ الوطن " مقترح المقدم للحل في...
ليبيا: المجتمع الدولي يمهد الى فشل حكومة الوفاق الوطني     لقد شهدت المليشيات المتمردة على حكومة فايز السراج، بما في ذالك اللواء السابع من ترهونة محاولة منها للوصول الى طرابلس العاصمة الليبية وكسر الهدنة الهشة التي تلت مؤتمر باريس في مايو الماضي عن خطة تتلخص في حل الأزمة الليبية. هذا وان العمليات المسلحة في العاصمة الليبية تعتبر تصعيدا جديدا من أعمال العنف بين الفصائل المتناحرة على السلطة والثورة في البلاد، ولا يكمن وقف هذا التصعيد بأبعاد المقاتلين الإسلاميين عن المشهد السياسي في ليبيا ومن ضمان وجدهم في الساحة السياسية وطرف مهم في المعادلة السياسية الليبية. لكن هناك مجموعات تشمل بعض الأشخاص الذين قاتلوا خارج ليبيا ثم عادوا الى للقتال في الداخل، أشخاص تقيم علاقات وصلات مهمة مع التنظيمات العالمية، منها تنظيم "الدولة الإسلامية"  وهم يستغلون ضعف أداء الدولة الليبية التي تنقسم على نفسها الى تشطرين في الغرب والشرق. عند غياب الدبلوماسية الليبية الفعالة نحو توحيد شرطيين البلاد وتوحيد المؤسسات المالية والسياسية الليبية، يمكن القول أن المجتمع الدولي اخفض في تمكين...
التَّفَوُّقُ اللِّيبِيُّ وَالنَّزْعَةُ الْاِسْتِغْلَاَلِيَّةُ اعرف أنني لم استطيع التوقف عن الكتابة والوقت لا يزال مبكرا للقول بأن هناك ملامح عهد جديد لدولة الليبية التي بدأت تتشكل بالتفوق الليبي مع التفوق التونسي عند المفارقات والأحداث التي تشهدها دول الربيع العربي. لكن ذلك لن يمنعنا من القول بأن هناك كثير من إشارات إيجابية وقليل من إشارات سلبية تتسم بالنزعة الاستغلالية لتأخير الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا. وحتى نستوعب التغير في ليبيا كان يجب علينا أن نشعر بالتفوق الليبي بعد الغموض والضبابية من التحول الديمقراطي السلمي الذي يحاط بينا من مختلف أنواعه وعدم الاستماع إلى من يؤجج للفتن والمزيد من الحرب والاقتتال والابتعاد عن شرف الصلاحيات اللازمة للممارسة العمل الوطني. الأمر الذي يفتح على ليبيا الأبواب على مصراعيها أمام الكثير من المفاجآت مع الانطباع السريع الذي يمكن الدولة الليبية أن تخرج من المعضلة التي دور حول الفراغ السياسي المعروف ونشل ليبيا من الدوامة التي هي فيها. اليوم تونس تنطلق منها الحملة الانتخابية الرئاسية وليس لها أي من المشاهد الضبابية في ضر...