Skip to main content
ليبيا دولة سوق النخاسة للرقيق.. يتصاعد فيها أجراس الخطر من المهاجرين الأفارقة

إن ما يحث اليوم في ليبيا من تكاثر المهاجرين في أسواق النخاسة للرقيق، إنما هو تكالب المرتزقة على حصول المال مقابل نقل المهاجرين الى العالم الأول.

أسواق النخاسة للرقيق لم تكن وليدة هذه الأيام بل كانت حاضرة في أذهان الكثير من الأفارقة الأولين، وإنما هو أيضا نتاج عقلية استعمارية محنكة في استثمار أجساد وعقول وموارد القارة السوداء من القادرين على مخاطرة بأرواح البشر في الماضي والحاضر والمستقبل.

عقول لا تتسم بالعقلانية والأخلاق الإنسانية الحميدة، همها وهدفها الأول والأخير سلعة بشرية تباع ببعض دولارات بخص مقابل أرواح البشر في البحار، سلع بشرية تباع بالمزايدة مقابل نقلهم نحو أعماق البحار والمحيطات عابرة بهم دول شمال أفريقيا الى القارة الأوربية.

الرق هو نوع من أنواع استعباد الناس، والرقيق هم العبيد عند استعبادهم والمتاجرة بهم، فهو  نوع من أنواع العبودية لاستعباد الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار، وحرم دين الإسلام الرق ولم يشرعه فلم جاء الإسلام في عصر الجاهلية كان الرق منتشر بين الناس.

في سورة البلد 11-14 قال الله تعالى  بسم الله الرحمن الرحيم  فلا اقتحم العقبة * وما أدراك ما العقبة * فك رقبة * أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة * أو مسكينا ذا متربة  صدق الله العظيم .

اليوم الولايات المتحدة الأمريكية تتذكر الرئيس الراحل أبراهام لينكن إلغاء الرق في عام 1860 ميلادي، وان أوروبا كذالك تفتخر بإصدار مثل هذا الإعلان في القرون الأخيرة، فكيف لنا أن نسمح بهذه الأعمال بعد ما هدانا الله قبلهم من آلاف السنيين.

يهاجروا الأفارقة على أيادي بائعون العبيد والورق، مستثمرون تجارتهم في أسواق الرقيق الى العالم الذي كان في يوم من الأيام سبب استعمارهم واضطهادهم، اسر وعائلات تشجع أبنائها الى الهجرة من ديار أوطانهم ليواجهوا المخاطر والنتائج الكارثية.

أموال كثيرة تدفع الى أرباب سوق النخاسة للرقيق والعبيد التي يتصاعد فيها أجراس الخطر على العالم الغربي من أسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية متردية في ليبيا بالأخص والقارة الإفريقية بصفحة عامة.

سببت الهجرات من أفريقيا الى العالم الغربي نمو ظاهرة المتاجرة بالبشر مرة أخرى في أسواق النخاس للرقيق في دولة ليبيا  فأصبحت ليبيا دولة من إحدى الدول التي تتصف بالفقر والمذلة والحرمان والاغتصاب والقتل والتشريد  .


ليبيا أصبحت أمام دول العالم دولة مركز انطلاقا للهجرة ومكانا للمتاجرة بالبشر والرق والعبيد لأكثر من 700 ألف الى مليون مهاجرا،  تاركة في أذهان العالم بأن ليبيا هي تلك الدولة التي كانت تتمتع بالثورات الطبيعية اليوم أصبحت دولة من أكثر الدول رواجا للنخاسة.

تقارير الأمم المتحدة تشير على رحلة المهاجرين تبدأ برحلات عبر الصحراء الكبرى الى ليبيا، ثم تنطوي على مخاطرة كبيرة وبعبور البحر الأبيض المتوسط على متن قوارب متجهة الى أوروبا.

 بعض المهاجرين من ينجى من العمل القسري والاعتداء الجنسي والتعذيب المنتشر على نطاق واسع في المخيمات ومنهم من يموت في البحر ومنهم من يعاد احتجازه في معسكرات في الدول أوروبا في انتظر أرجعهم الى أوطانهم.

حملات التغير السياسي في ليبيا عند مراحلها الانتقالية لم تتسم بالنجاح الكامل التي اثبت فيها عملية التهميش والإقصاء، الهدف الحقيقي منها إبقاء الدولة الليبية كدولة متهالكة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا لتكون خاليه من كيانيها السياسي الرسمي ومن دستورها الشرعي لتتحكم فيها قوة الإجرام والتخريب والفساد، وهذا يرجع الى عدم وجود جهاز شرطة أمني فعال وجيش ليبي موحد يعمل على حماية الدولة الليبية.

شباب ونساء وأولاد واسر وعائلات منهم فقدوا في أعماق البحار بذكريات سيئة تجاه الهجرة ولكن بالرغم من نتائج الكارثية التي خلفتها الهجرة الى دول الغرب لازال الأمل يلوح في أذهان الكثير من المهاجرين في حياة  كريمة وغدا أفضل من ما كانوا عليه في ديارهم الأصل.

لكن قبل وصولهم الى أعماق البحر يواجه المهاجرون اضطهادا في متاجرة لهم من قبل أسواق الرقيق، بيع بالمساومة والمزاد بمبلغ 400 دولار أمريكي، الأمر الذي اثأر غضب وردود الفعل منددة من القارة الأفريقية السوداء والعالم اجمع.

فرنسا من جهتها تعلن عن اتفاق ليبيا مع الاتحاد الأوربي والقادة الأفارقة على السماح بإجلاء المهاجرين الذين يوجهون الاعتداءات والانتهاكات والتعذيب والمعاملة السيئة في معسكرات الاحتجاز في ليبيا، مما أعلن رئيس ساحل العاج الى اتخاذ كافة الإجراءات لإنهاء تجارة النخاسة للرقيق الأفريقي في ليبيا.

ليبيا لا تترك الى الفكر المتاجر بأرواح البشر في أسواق النخاسة للرقيق لكسب العيش الذي يعمل على تشويه الواقع الليبي، واقع من أحداث إنسانية مجتمعية أخلاقية ضد المتاجر بالبشر وإضعاف مكانة ليبيا دوليا، ولكن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على الدولة الليبية التي فشلة في حل قضائها الداخلية فعمت فيها الفوضى والفساد والانحلال.

بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس




Comments

Popular posts from this blog

انسداد السياسة والخروج عن النظام الدستوري الليبي نلاحظ بشكل متزايد أن الأمن في المنطقة الغربية من ليبيا ظل كما هو عليه متقلب بوجود التشكيلات المسلحة الليبية التي تعمل على إعاقة التطور السياسي والأمني، وهذا لتعدد المليشيات والكتائب المسلحة منها ثوار طرابلس والقيادة الوسطى وكتيبة أبو سليم المتحالفة مع مصرانه واللواء السابع من ترهونة. أوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في تدهور من ناحية الاستقرار السياسي، عندما نتكلم عن الحالة التي تدار في ليبيا ومن ناحية الخيارات والتحليل المتواجدة لدينا من تكشف المشكل  للحالة الليبية في غياب النظام الدستوري الليبي. واليوم نحن نتجادل في الرأي الأصلح أو الأفضل في كلام مسطر وجميل من العودة إلى الدستورية الملكية حتى يكون لنا بداية في الحفاظ على ما أنجز في عهد الإباء والأجداد  وتكون لنا خطوات سياسية مشابها لهم من إعادة التقييم والتعديل في المسار الدستوري. وعندما نرى سيدات ليبيا تطالب إنقاذ ليبيا والعودة إلى النظام الملكي للحكم في ليبيا نقول إن ذالك خيار من خيارات الشعب الليبي حملت شعار " سيدات ليبيا لإنقاذ الوطن " مقترح المقدم للحل في...
السادة والسيدات الكرام  إصدارات  ميادين لنشر: قصيدة طرابلس –  نوري الكيخيا – ليبيا في مهب الربيع العربي – محمد صدقي ذهني -  أول مذيعة تلفزيون ليبية – بين الأمل والألم * ألف داحس وليلة غبراء – ليبيا الدينار والدولار الكتب تجدونها في مكتبة فكرة بسيتي ستار بمدينة نصر بالقاهرة وتجدونها أيضا بكشك بيع الصحف والكتب بالزمالك شارع ٢٦ يوليو تقاطع شارع البرازيل أمام اتصالات . الكتب الآن بالإسكندرية بمول سان استفانو وبالأكشاك بمحطة الرمل . الكتب بمعرض الكتاب القاهرة ابتدأ من23   يناير وحتى 5  فبراير 2019 قريبا ببنغازي وطرابلس وتونس
Libya : a stalemate, a deadlock, and a consensus stalemate It seems to me that our experiences from various political backgrounds, intellectual references, and professional streams have not qualified to be able to take initiatives at an inclusive forum to avoid further divisions in the Libyan society and to end the havoc of civil war that has burned green and made into ruins.  We are talking today about the advanced military forces from the east to the west of Libya , which was stationed on the outskirts of the Libyan capital of Tripoli . We say that if no, the military forces did not respond to what happened, and we all described the initiative of Mr. Ghassan Salama, the UN Special Envoy to Libya . But it seems that the ships were not heading as they were drawn towards the National Forum, the whole UN initiative in its content three stages working to cross the Libyan state and facilitate the stability to see that victory and then attributed fragmentation. Thin...