Skip to main content
المُصالحة الليبية... كعكة ليبية تزينت بالاتفاقات البراقة

يبدو أن اتفاق المُصالحة الليبية برعاية فرنسا الدولة التي أضاعت مصالحها الإستراتجية مع النظام الليبي السابق، اليوم تعيد رسم خريطة أهمية مواقفها الإستراتجية مع دولة ليبيا بحضور قطبي المعادلة السياسية الليبية السراج وخليفة حفتر رجل انتصارات الشرق الليبي على القوى الإرهابية الإسلامية.

اتفاقات تزينت بالاتفاقات البراقة بين الطرفين، فاعتبرت الركائز الأساسية العشر هي الصلح والمصالحة الليبية والخروج من أزمة ليبيا السياسية التي تعمل فرنسا على تسوية النزاعات بين المشير والسراج من الناحيتين السياسية والعسكرية الليبية.

تعتقد فرنسا أن الخروج من أزماتهم الشخصية السياسية والعسكرية قد تعمل على  إخماد حالت الفوضى الدموية التي يعيش فيها الشعب الليبي والتي تتصف بعدم الاستقرار في السلم الاجتماعي الليبي.

المشكلة الحقيقية لا يكمن تزين الاتفاق البراق بدون مشاركة جميع الأطراف الليبية التي ترعاه باريس هذه المرة بعد حضور القطبين المتنازعين على السلطة والسلاح بل أن المحافظة على مشاركة الجمع الليبي المتضرر بعد سقوط النظام الليبي السابق هو العمل السياسي السليم.

النقاط الرئيسية في الاتفاق تزين كعكة المصالحة الليبية في كونها نقاط أساسية في صلب القضية الليبية تعمل الدول العالم الأجنبية والعربية منها والمنظمات العالمية والعربية المساهمة في إخراج الوطن الليبي من الكارثة الإنسانية.

عملية المصالحة الليبية تعمل على مشاركة الفرقاء في السلطة السياسية الليبية لتجمع الطيف الليبي في وعاء النظام السياسي الجديد عند استفتاء عام لدستور الليبي الجديد الذي يمنحهم اختيار النشيد القومي الليبي وعلما فيه راية الوطن الليبي التي ترفرف على الجمع الليبي.

عملية تعمل فتح  أبواب ليبيا المغلقة على ترحيب عودة أبناء الوطن الليبي من جميع أنحاء العالم وعلى العودة الآمنة للنازحين والمهجرين الليبيين وإعادة إجراءات العدالة الانتقالية الليبية وجبر الضرر والعفو العام على جميع الليبيين بدن استثناء.

إجراء انتخابات نزيهة برلمانية ورئاسية  جديدة التي وردة في الاتفاقات السابقة من مثل اتفاقات الصخيرات المغربية والتي انبثقت منها حكومة السراج برعاية أمامية، ودعم إقليمي، قد تعمل على أتمام النقص الخالي من باقي الإطراف السياسية المتنازعة على سلطة دولة ليبيا.

العمل على المصالحة الليبية الشاملة عمل أجابي يعمل على حقن دماء أبناء ليبيا الذي يساعد على بناء دولة الليبية الآمنة المسالمة التي تقود إلى وحدة الصفوف وامن أبناء ليبيا  ووطن للجميع  في مهمة ومسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف السياسية المتنازعة على السلطة الليبية لان ليبيا لا تعمل على تهميش وتميز وإبعاد أبناء الوطن الواحد بل تحضنهم في وعائها الوطني الاجتماعي الليبي.

 

إن قبول القوى الوطنية الغير مشاركة في الاتفاقات السابقة عليها أن تأتي لإنقاذ ليبيا وتعتبر نفسها جز من الحل السياسي فتمثل نفسها في انتخابات البرلمان الليبي والحكومات الليبية القادمة لأنها شريك في حل أزمة ليبيا السياسية.

إنها التخمينات السياسية التي تقرض نفسها على الساحة السياسية الليبية  التي تقر في من هو الشخص القوي والشجاع الذي بإمكانه وبكل بصراحة ووضوح  خوض المهام القيادية السياسية والعسكرية القادمة في ليبيا.

هل سيكون الرجل القوي المشير خليفة حفتر الذي حارب الإرهاب والحاصل على وسام الشرعية الليبية لزعامة ليبيا أم هو فائز السراج الذي حصل على القيادة السياسية الليبي من حكومة الوفاق الوطني المنبثقة من اتفاق الصخيرات المغربية الذي يمثل الدولة المدنية الليبية.

من الضروري التوضيح أن السلطة العسكرية لا يمكن إخضاعها لسلطة السياسية المدنية، لان الكعكة الليبية لا تقسم بهذه الطريق التي نرها اليوم عبر الكواليس السرية لترضي طرف عن طرف اخر في وقت ليبيا تريد الأمن والأمان والاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

المشير خليفة حفتر رجل عسكري يعلم أن وجوده في لبيبا حماية الشعب الليبي من القوى التي تريد أن تنفرد وتسيطر على السلطة السياسية ليكون المشير خارج اللعبة السياسية، وان السراج لا يمكن التفاهم مع رجل عسكري ينفي الدولة المدنية التي فيها الجانب العسكري خاضعة تحت سيطرة السلطة السياسية.

الثورة الليبية عند كثير من الناس كانت ثورة فرنسية مفبركة واليوم نرى أن الاتفاق السياسية برعاية فرنسا اتفاق مفبرك وتواطؤ على الشعب الليبي صحاب الأزمة الحقيقية في ليبيا.

أن مصالحة فرنسا في ليبيا اكبر واشمل من  مصالح الدول الأوربية الأخرى من مثل ايطاليا وبريطانيا، خصوصا أن فرنسا تعتبر القوى الكبرى في شمال إفريقيا التي تربط بتونس والجزائر والمقرب علاقات سياسية عسكرية قوية جدا ولهذا كان يجب على فرنسا تزين الكعكة الليبية بالاتفاق الذي يعمل على المصالحة الفعالة بين الأطراف السياسية والعسكرية الليبية واحتواهم في وعاء الوطنية الليبية.

وبعد انتهاء اللقاء والاجتماعات في باريس بين القطبين المتنازعين على سلطة الدولة الليبية، لم يعطي البيان الختامي أي تصريحات من أجوبة تشفي غليل الفضوليين والمعنيين عن مسار أزمات القضايا الليبية المتعددة لتترك ورآهم شكوك نجاح اللقاء وفرص التقارب الجدي مرة أخرى على الأراضي الليبية.


بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس

Comments

Popular posts from this blog

انسداد السياسة والخروج عن النظام الدستوري الليبي نلاحظ بشكل متزايد أن الأمن في المنطقة الغربية من ليبيا ظل كما هو عليه متقلب بوجود التشكيلات المسلحة الليبية التي تعمل على إعاقة التطور السياسي والأمني، وهذا لتعدد المليشيات والكتائب المسلحة منها ثوار طرابلس والقيادة الوسطى وكتيبة أبو سليم المتحالفة مع مصرانه واللواء السابع من ترهونة. أوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في تدهور من ناحية الاستقرار السياسي، عندما نتكلم عن الحالة التي تدار في ليبيا ومن ناحية الخيارات والتحليل المتواجدة لدينا من تكشف المشكل  للحالة الليبية في غياب النظام الدستوري الليبي. واليوم نحن نتجادل في الرأي الأصلح أو الأفضل في كلام مسطر وجميل من العودة إلى الدستورية الملكية حتى يكون لنا بداية في الحفاظ على ما أنجز في عهد الإباء والأجداد  وتكون لنا خطوات سياسية مشابها لهم من إعادة التقييم والتعديل في المسار الدستوري. وعندما نرى سيدات ليبيا تطالب إنقاذ ليبيا والعودة إلى النظام الملكي للحكم في ليبيا نقول إن ذالك خيار من خيارات الشعب الليبي حملت شعار " سيدات ليبيا لإنقاذ الوطن " مقترح المقدم للحل في...
ليبيا: المجتمع الدولي يمهد الى فشل حكومة الوفاق الوطني     لقد شهدت المليشيات المتمردة على حكومة فايز السراج، بما في ذالك اللواء السابع من ترهونة محاولة منها للوصول الى طرابلس العاصمة الليبية وكسر الهدنة الهشة التي تلت مؤتمر باريس في مايو الماضي عن خطة تتلخص في حل الأزمة الليبية. هذا وان العمليات المسلحة في العاصمة الليبية تعتبر تصعيدا جديدا من أعمال العنف بين الفصائل المتناحرة على السلطة والثورة في البلاد، ولا يكمن وقف هذا التصعيد بأبعاد المقاتلين الإسلاميين عن المشهد السياسي في ليبيا ومن ضمان وجدهم في الساحة السياسية وطرف مهم في المعادلة السياسية الليبية. لكن هناك مجموعات تشمل بعض الأشخاص الذين قاتلوا خارج ليبيا ثم عادوا الى للقتال في الداخل، أشخاص تقيم علاقات وصلات مهمة مع التنظيمات العالمية، منها تنظيم "الدولة الإسلامية"  وهم يستغلون ضعف أداء الدولة الليبية التي تنقسم على نفسها الى تشطرين في الغرب والشرق. عند غياب الدبلوماسية الليبية الفعالة نحو توحيد شرطيين البلاد وتوحيد المؤسسات المالية والسياسية الليبية، يمكن القول أن المجتمع الدولي اخفض في تمكين...
التَّفَوُّقُ اللِّيبِيُّ وَالنَّزْعَةُ الْاِسْتِغْلَاَلِيَّةُ اعرف أنني لم استطيع التوقف عن الكتابة والوقت لا يزال مبكرا للقول بأن هناك ملامح عهد جديد لدولة الليبية التي بدأت تتشكل بالتفوق الليبي مع التفوق التونسي عند المفارقات والأحداث التي تشهدها دول الربيع العربي. لكن ذلك لن يمنعنا من القول بأن هناك كثير من إشارات إيجابية وقليل من إشارات سلبية تتسم بالنزعة الاستغلالية لتأخير الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا. وحتى نستوعب التغير في ليبيا كان يجب علينا أن نشعر بالتفوق الليبي بعد الغموض والضبابية من التحول الديمقراطي السلمي الذي يحاط بينا من مختلف أنواعه وعدم الاستماع إلى من يؤجج للفتن والمزيد من الحرب والاقتتال والابتعاد عن شرف الصلاحيات اللازمة للممارسة العمل الوطني. الأمر الذي يفتح على ليبيا الأبواب على مصراعيها أمام الكثير من المفاجآت مع الانطباع السريع الذي يمكن الدولة الليبية أن تخرج من المعضلة التي دور حول الفراغ السياسي المعروف ونشل ليبيا من الدوامة التي هي فيها. اليوم تونس تنطلق منها الحملة الانتخابية الرئاسية وليس لها أي من المشاهد الضبابية في ضر...