Skip to main content
وحدة التراب ستظل المشكاة ضؤ سماء ليبيا

للعام المائة وستة يتذكر الشعب الليبي على التوالي عبر صفحات تاريخيه النضالي كيف كانت ايطاليا تتوسع في مجالها الاستعماري في شمال أفريقيا، فجعلت من الأراضي الليبية قاعدة استعمارية لها تطل بها من وعلى  القارة الأوربية نافذتا تخدم بها مطامعها السياسية.

اليوم أصبحت ايطاليا الدولة الأوربية المتضرر الأول من مستعمرتها العقيمة جراء الهجرات الغير شرعيه القادمة من أفريقيا إلى إيطاليا عبر المياه الإقليمية الليبية فلم تستطيع ايطاليا أن تقدم لدولة الليبية يد العون في مكافحة من يأتي إليها مطالبا الجو إليها.

ومن هذا المنطلق الاستعماري  بداء المجاهدون الليبيون حركاتهم الإيمانية لتحرير ووحدة تراب الأراضي الليبية بقيادة شيخ الشهداء الشهيد عمر المختار وغيرهم من شهدا الوطن الليبي من أمثال الشهيد رمضان السويحلي، احمد سيف النصر، سليمان الباروني ، أحمد الشريف السنوسي، الفضيل بعمر، يوسف بورحيل المسماري وعيرهم من أبناء الوطن الليبي، كانوا لنا مثال الفخر والعزة والكرامة في توحيد تراب الوطن فأدرجوا في صفحات تاريخ ليبيا البيضاء على مر العصور.

كان عدوان ايطاليا غاشم على تراب الوطن الليبي فكافحه الإباء والأجداد بدمائهم الزكية واليوم نحن نمر بحرب أهلية غاشمة نسفك بها أروحنا الليبية الزكية تحت مضلة الانقسام والانفصال عن بعضها البعض في الشرق والغرب والجنوب والحصار علينا في السلاح والعتاد الذخيرة والأموال الليبية الطالية المجمدة في المصارف العالمية بحجة الإرهاب المزروع في الوطن الليبية.

الشعب الليبي شعب صبور وجبار ومتوكل على الله لأجاد مخرجا له من أزماته المتلاحقة عند من هم  يمتلكون الحكمة والموعظة الحسنة فيحقنوا بها دماء أبناء الوطن ويصونوا حرمة تراب ووحدة الوطن من العبث الذي يجري في ليبيا.

مائية وستة أعوام مضت على الشعب الليبي في حالة  الصمود والتصدي لكل المحاولات البائسة بهدف تفكيك اللحمة الوطنية باستراتجيات مختلفة من استعمار أجنبي على الأراضي الليبية إلى حرب على الإرهاب على أراضية الطاهرة ونحن الآن نعود بعجلة التاريخ الليبية إلى الوراء لنرضي بها من كان على التراب مستعمرا.

انه تأمر خطير على مقدرات الدولة الليبية واستعمار جديد غير مباشر عليها في احتياجاتها من الغذاء والملبس  والمال المجمد في الخارج ومن صيانة الآبار النفطية التي تآكلت مع مرور الزمن والغلاء الفاحش في الأسواق الليبية وسؤ وضعف المؤسسات الحكومية في الأداء والعطاء في المسكن والصرف الصحي والرعاية الصحية والبنية التحتية المهددة بالانهيار الكامل وهذا هو النوع الجديد لترسيخ جذور الاستعمار الغير مباشر في أعماق الوطن الليبي المنكوب على أمره .

عجلة التاريخ الليبية تدور ولكنها كيف تدور إنها تدور مسرعة إلى الوراء ولهذا نقول إن الملك محمد ادرسي السنوسي كان على حق من أمره عدما قال في مقولته الشهيرة بأن استقلالنا من المستعمر والمحافظة عليه أصعب من نيلية وإبعاد أصحاب الجاه و النفوذ وأصحاب النفوس المريضة بعيدا عن السلطة الوطنية الليبية .

إن تماسك الليبيون بوحدة تراب الوطن والمحافظة عليه واجب وطني عند وجود رجال قادرين أن ينتقلوا بالوحدة من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس المتمثلة في ترسيخ القانون والعدالة ومحاسبية الفاسدين الذين افسدوا الدولة الليبية وأضاعوا خيرتنا واستحبوا أموالها وثرواتها تاركين الشعب الليبي في طوابير الانتظار عند المصارف الحكومية مطالبين منها أسبط أنوع الحقوق على شكل ضمان وتضامن ورواتب وأجور مالية.  

بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس


Comments

Popular posts from this blog

انسداد السياسة والخروج عن النظام الدستوري الليبي نلاحظ بشكل متزايد أن الأمن في المنطقة الغربية من ليبيا ظل كما هو عليه متقلب بوجود التشكيلات المسلحة الليبية التي تعمل على إعاقة التطور السياسي والأمني، وهذا لتعدد المليشيات والكتائب المسلحة منها ثوار طرابلس والقيادة الوسطى وكتيبة أبو سليم المتحالفة مع مصرانه واللواء السابع من ترهونة. أوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في تدهور من ناحية الاستقرار السياسي، عندما نتكلم عن الحالة التي تدار في ليبيا ومن ناحية الخيارات والتحليل المتواجدة لدينا من تكشف المشكل  للحالة الليبية في غياب النظام الدستوري الليبي. واليوم نحن نتجادل في الرأي الأصلح أو الأفضل في كلام مسطر وجميل من العودة إلى الدستورية الملكية حتى يكون لنا بداية في الحفاظ على ما أنجز في عهد الإباء والأجداد  وتكون لنا خطوات سياسية مشابها لهم من إعادة التقييم والتعديل في المسار الدستوري. وعندما نرى سيدات ليبيا تطالب إنقاذ ليبيا والعودة إلى النظام الملكي للحكم في ليبيا نقول إن ذالك خيار من خيارات الشعب الليبي حملت شعار " سيدات ليبيا لإنقاذ الوطن " مقترح المقدم للحل في...
ليبيا: المجتمع الدولي يمهد الى فشل حكومة الوفاق الوطني     لقد شهدت المليشيات المتمردة على حكومة فايز السراج، بما في ذالك اللواء السابع من ترهونة محاولة منها للوصول الى طرابلس العاصمة الليبية وكسر الهدنة الهشة التي تلت مؤتمر باريس في مايو الماضي عن خطة تتلخص في حل الأزمة الليبية. هذا وان العمليات المسلحة في العاصمة الليبية تعتبر تصعيدا جديدا من أعمال العنف بين الفصائل المتناحرة على السلطة والثورة في البلاد، ولا يكمن وقف هذا التصعيد بأبعاد المقاتلين الإسلاميين عن المشهد السياسي في ليبيا ومن ضمان وجدهم في الساحة السياسية وطرف مهم في المعادلة السياسية الليبية. لكن هناك مجموعات تشمل بعض الأشخاص الذين قاتلوا خارج ليبيا ثم عادوا الى للقتال في الداخل، أشخاص تقيم علاقات وصلات مهمة مع التنظيمات العالمية، منها تنظيم "الدولة الإسلامية"  وهم يستغلون ضعف أداء الدولة الليبية التي تنقسم على نفسها الى تشطرين في الغرب والشرق. عند غياب الدبلوماسية الليبية الفعالة نحو توحيد شرطيين البلاد وتوحيد المؤسسات المالية والسياسية الليبية، يمكن القول أن المجتمع الدولي اخفض في تمكين...
التَّفَوُّقُ اللِّيبِيُّ وَالنَّزْعَةُ الْاِسْتِغْلَاَلِيَّةُ اعرف أنني لم استطيع التوقف عن الكتابة والوقت لا يزال مبكرا للقول بأن هناك ملامح عهد جديد لدولة الليبية التي بدأت تتشكل بالتفوق الليبي مع التفوق التونسي عند المفارقات والأحداث التي تشهدها دول الربيع العربي. لكن ذلك لن يمنعنا من القول بأن هناك كثير من إشارات إيجابية وقليل من إشارات سلبية تتسم بالنزعة الاستغلالية لتأخير الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا. وحتى نستوعب التغير في ليبيا كان يجب علينا أن نشعر بالتفوق الليبي بعد الغموض والضبابية من التحول الديمقراطي السلمي الذي يحاط بينا من مختلف أنواعه وعدم الاستماع إلى من يؤجج للفتن والمزيد من الحرب والاقتتال والابتعاد عن شرف الصلاحيات اللازمة للممارسة العمل الوطني. الأمر الذي يفتح على ليبيا الأبواب على مصراعيها أمام الكثير من المفاجآت مع الانطباع السريع الذي يمكن الدولة الليبية أن تخرج من المعضلة التي دور حول الفراغ السياسي المعروف ونشل ليبيا من الدوامة التي هي فيها. اليوم تونس تنطلق منها الحملة الانتخابية الرئاسية وليس لها أي من المشاهد الضبابية في ضر...